صعّدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس اعتداءاتها في الضفة الغربية غداة قرار لجنة المتابعة العربية تفويض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالبتّ في موضوع المفاوضات المباشرة مع اسرائيل وهو القرار الذي أثار غضب فصائل المقاومة الفلسطينية التي اتهمت العرب بتقديم طوق نجاة للصهاينة. فقد سلمت قوات الاحتلال أمس رئيس مجلس خدمات «قرية يرزا» الواقعة في السفوح الشرقية لمحافظة طوباس إخطارات لهدم مسجد وأربعة مساكن في المنطقة. إخطارات... واعتداءات وقال رئيس مجلس قرية يرزا مخلص مساعيد ان الاخطارات شملت مسجد القرية التي تبلغ مساحته 100 متر مربع وتمّ الانتهاء من بنائه حديثا اضافة الى أربعة مساكن.. كما سلمته اخطارا بتحويل أحد سكان القرية الى محكمة اسرائيلية بسبب البناء في المنطقة. وفي تطورات ميدانية أخرى فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس اجراءات عسكرية مشددة في مدينة القدس ونشرت الآلاف من عناصرها ووضعت حواجز للحد من تدفّق المصلين القادمين من مختلف أراضي 1948 ومن بلدات وضواحي وأحياء مدينة القدس الى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في رحابه. كما حلّقت مروحيات الاحتلال في سماء القدس القديمة والمسجد الأقصى وسط توترات شديدة سادت الوضع في المنطقة. انتقاد... واستغراب في هذه الأثناء هاجمت حركة الجهاد الاسلامي على لسان القيادي خالد البطش بشدة الضوء الأخضر الرسمي العربي لاستئناف المفاوضات المباشرة. واستغرب البطش في كلمة له أمس صدور هذا القرار قائلا ان حركته كانت تتوقّع من الأمة وقادة دول العالم العربي أن يتحرّكوا لحماية الشعب الفلسطيني وفكّ الحصار عنه ومعاقبة العدو الصهيوني على جرائمه خاصة بعد محرقة غزة لكن لجنة المتابعة أبت إلا أن تنفّذ المخططات الأمريكية وتُرضي نتنياهو وقال البطش إن وزراء الخارجية العرب أرادوا على ما يبدو أن يعطوا المفاوضات صبغة عربية من خلال هذا القرار مضيفا أنهم بذلك يعلنون فكّ الارتباط مع القضية الفلسطينية. وفي سياق متصل قال مسؤولون اسرائيليون إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيحاول بأي طريقة تأخير بداية المفاوضات المباشرة مع اسرائيل حتى بعد أن أعطت الجامعة العربية الضوء الأخضر لذلك. وقال مسؤول اسرائيلي ان عباس قد ينتظر حتى سبتمبر القادم حين ينتهي مفعول قرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية قبل أن يعلن قراره الخاص بهذا الشأن.