أجمعت مصادر سياسية وإخبارية لبنانية أمس على أن القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أرست «تهدئة» مؤقتة وخلقت أجواء لمزيد من العمل من أجل حماية البلد من الفتنة. وقال قيادي في «حزب الله» إن الحزب ينتظر ترجمة نتائج الزيارة لمصلحة درء فتنة اسرائيلية لا تهدّد لبنان فحسب إنما المنطقة بأسرها. وأضاف النائب حسن فضل الله: «نحن نرحب بكل جهد وخاصة من أشقائنا العرب لدرء مخاطر هذا المشروع الاسرائيلي الجديد الذي يطلّ برأسه من خلال قرار ظني أعلن عنه من اسرائيل». من جهتها، تحدثت صحيفة السفير اللبنانية القريبة من المعارضة عن «صيغة مخرج» تم طرحها «تقضي بتأجيل إصدار القرار الظني، على أن تجري خلال الفترة الفاصلة محاولة لإيجاد مخرج للموضوع»، وهذه الصيغة رفضها «حزب الله». وأضافت أن القمة الثلاثية بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل السعودي والرئيس السوري «نقلت أو مهّدت لنقل لبنان من مناخ موبوء يهدد وحدته واستقراره، الى شيء من الاسترخاء بعد توكيد الرعاية العربية الثنائية لأموره جميعا، السياسية ومن ثم الأمنية». واعتبرت صحيفة «الأخبار» القريبة من «حزب الله» أن الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد «لم يحملا الى قمة بيروت التسوية المرتجاة، إلا أن الزعيمين العربيين أكدا تبعا للجهات نفسها في دمشق كما في بيروت، ضرورة استمرار جهود التهدئة والحوار بين الطرفين اللبنانيين المعنيين، وتفادي الانزلاق الى توترات داخلية». وكتبت صحيفة «دايلي ستار» الناطقة باللغة الانقليزية أن «صلب المشكلة في لبنان، وهي قضية التعايش بين «حزب الله» الذي تسلحه سوريا وايران والدولة اللبنانية، لا تزال من دون حل وستبرز مجددا على السطح» حسب قولها. وقالت صحيفة «النهار» القريبة من الاكثرية النيابية الممثلة بقوى «14 آذار» إن مسألة المحكمة الخاصة «احتلّت صدارة الاهتمام قبل القمة بفعل تحريك الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله المستمر لها». وأضافت نقلا عن أوساط شاركت في اللقاءات التي عُقدت على هامش القمة أن «الملك عبد الله بن عبد العزيز ذكر أن جهودا تُبذل من أجل معالجة مسألة المحكمة، لكن المسألة ليست سهلة لأنها أصبحت في يد المجتمع الدولي». وفي الاطار ذاته قال مرجع حكومي سابق للصحيفة إن «أبرز ما حملته القمة الثلاثية هو العمل على التهدئة أما المحكمة فليس لأحد القدرة على تغيير مسار عملها».