يتوجه العاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد اليوم إلى لبنان في زيارة تهدف إلى تخفيف حدّة التوتر الذي يعيشه البلد على خلفية القرار المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقالت مصادر إخبارية إن قمّة ستجمع الأسد والملك عبد اللّه والرئيس اللبناني ميشال سليمان ستجري اليوم في بيروت وتستمرّ لساعات. والزيارة هي الأولى التي يقوم بها الأسد إلى لبنان منذ اغتيال الحريري في 14 فيفري 2005 وتوجيه أصابع الاتهام إلى دمشق. ورأى مراقبون أن زيارة الملك السعودي والرئيس السوري اللذين سيترافقان معا من دمشق إلى بيروت تمثل محاولة لاحتواء التوتر بعد إعلان أمين عام «حزب اللّه» اللبناني حسن نصر اللّه عن احتمال توجيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الاتهام إلى «حزب اللّه». ومن المقرر أيضا أن يصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى بيروت اليوم لتتحول المحادثات إلى قمّة رباعية سورية سعودية لبنانية قطرية تعقد في بيروت وتتناول الأوضاع اللبنانية إضافة إلى القضايا الاقليمية الأخرى. ويتوجه العاهل السعودي اليوم أيضا إلى الأردن للقاء الملك عبد اللّه الثاني لبحث التطورات في الشرق الأوسط. وكان العاهل السعودي وصل أمس إلى دمشق حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وحذرت الخارجية السورية من التدخل في مضمون هذه المحادثات. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية استغراب الوزارة من التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي مساء أمس الأول، مؤكدا انه «ليس من مهام الولاياتالمتحدة ولا يحق لها أن تحدّد علاقات سوريا بدول المنطقة ولا أن تتدخل في مضمون المحادثات». وشدّد المصدر السوري المسؤول على أن «سوريا والسعودية بلدان مستقلان ينتميان إلى هذه المنطقة ويعرفان أكثر من غيرهما مصالح شعوب المنطقة وكيفية العمل لتحقيق هذه المصالح بعيدا عن أي تدخل خارجي وهما الأقدر على تحديد سياساتهما بما يحقّق الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان المتحدث الأمريكي قد رحّب بزيارة العاهل السعودي إلى دمشقوبيروت داعيا سوريا إلى أن تتجاوب وأن تلعب دورا بناء أكثر في المنطقة والابتعاد عن علاقتها بإيران التي اعتبرها «مصدر قلق».