استبعد مراقبون أن تبدّد قمة بيروت التي جرت أمس وجمعت الرئيس اللبناني ميشال سليمان بنظيره السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هواجس «حزب الله» بشأن القرار الظني المتوقع للمحكمة الدولية رغم جهود ضيفي لبنان لتهدئة العاصفة السياسية القائمة في البلاد. والزيارة التي لم يسبق لها مثيل والتي قام بها العاهل السعودي والرئيس السوري أمس الى بيروت تبعث بإشارة قوية تهدف الى احتواء التوترات بين «حزب الله» والفصائل التي تدعم رئيس الوزراء سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وأكدت القمة السورية اللبنانية السعودية أهمية الاستمرار في دعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف. وأعلن القادة تضامنهم مع لبنان في مواجهة التهديدات الاسرائيلية مؤكدين أهمية التضامن العربي. أزمة قادمة وقال بول سالم مدير برنامج «كارنيغي» بالشرق الاوسط إن لبنان يتجه نحو «شلل للحكومة وأزمة... هذا جزء من شيء مهم جدا وخطير للغاية». ورأى سالم أن من الجيد أن تسارع القوى الاقليمية مثل سوريا والسعودية وتركيا وقطر لتجنّب أي أزمة. وأضاف أن «اللاعب الغائب إقليميا هو إيران الداعم الرئيسي ل«حزب الله»، ومن المحتمل أن يُطلب من سوريا التحدث مع إيران و«حزب الله» للمساعدة في التعامل مع الوضع». وليست لدى أي جماعة في لبنان رغبة في مواجهة «حزب الله» بعد التجربة المريرة التي شهدتها البلاد عام 2008. لكن إذا اتهمت المحكمة الدولية أعضاء من «حزب الله» بالضلوع في اغتيال الحريري فقد يُشعل هذا التوترات مجددا بين السنّة والشيعة في لبنان، علاوة على ذلك يمكن أن يتسبب في أعمال انتقامية طائشة». وقال سالم: «قد تخرج دائرة العنف والانفعال عن نطاق السيطرة... وهذا هو ما يقلق الحريري والسعوديين و«حزب الله» الذي لا يريد أن يكون مضطرا الى التعامل مع هذه الحالة». إجراءات بروتوكولية ورأى مراقبون أن بيروت راعت دمشق في قمة أمس ولم توجّه دعوات الى سمير جعجع والبطريرك الماروني نصر الله صفير والرئيس السابق أمين الجميّل لحضور الغداء، على خلاف ما جرت عليه العادة لدى استقبال ضيوف لبنان أو عند إجراء طاولة الحوار. وأصبحت مسألة الدعوات هي الحدث في لبنان وليس القمة وما يمكن أن تقدمه للبنان للخروج من أزمته. ورأى البعض أنه إذا ثبت أن استبعاد عدد من السياسيين اللبنانيين عن هذه المناسبة جاء بطلب من السوريين فإن هذا يعني أن أجواء التوافق المطلوبة غير متوفرة حتى الآن. وتوقعت مصادر سياسية أن يبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه، «لأن الاجتماع الثلاثي الرئاسي لن يصدر عنه قرارات تغيّر الملفات الاقليمية العالقة». ورأت هذه المصادر أن «الوضع سيبقى عرضة لكل الاحتمالات أيّا كان نوع الوفود القادمة الى البلد». وقد وصل مساء أمس أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، بينما غادر الأسد والملك عبد الله العاصمة اللبنانية.