كانت الجلسة العامة للنجم الساحلي هادئة بكل المقاييس لكن هذا الهدوء انقطع بمجرد صعود مراقب الحسابات رضوان زروق لعرض تقريره الخاص بالمراقبة القانونية لحسابات الجمعية حيث تجاوز كل الصلاحيات وأحرج عددا من الحاضرين حين أشار الى ضرورة تنقيح القانون الأساسي للنادي وبعث مجلس أعلى للمراقبة الادارية والمالية والرياضية تتكون من الاسماء التالية: هشام ادريس عمر جنيح كمال الرايس كمال بلخيرية وخالد النابلي والغريب أن أغلبهم حرفاء مراقب الحسابات!!... مراقب الحسابات تدخل في أشياء خارجة من مهمته وكأنه لم يقرأ الفصل 266 من مجلة الشركات التجارية الذي يحرم تدخل مراقب الحسابات في شؤون المؤسسة... رغم تأكيده في تقريره على أن مسؤوليته تنحصر في ابداء رأي حول القائمات المالية بناء على عملية التدقيق وفقا لمعايير المراجعة المعمول بها في البلاد التونسية وأضاف: ان هذه المعايير تتطلب منا الالتزام بأداب المهنة وتخطيط وتنفيذ أعمال التدقيق بغرض الحصول على تأكيدات معقولة بأن البيانات المالية خالية من أية أخطاء جوهرية». هذا ما ذكره مراقب الحسابات لكنه تجاوز صلاحياته ولم يلتزم بما ذكره وأكد أن اللجنة العليا ستتولى اختيار رئيس النجم ونائبه الاول فهل نسي أن قانون الجمعيات يفرض اختيار رئيس النادي في جلسة هامة انتخابية؟... مراقب الحسابات سمح لنفسه بالتطاول على كبار النادي لأن الجميع على علم بأن هيئة الرؤساء السابقين للنجم هي التي تقترح رئيس النادي ونائبه الأول بموافقة كل الاطراف المعنية بالمسألة. مساهمة مخجلة للشركات والأحباء بلغت مداخيل النجم الرياضي الساحلي للموسم الرياضي 2009/2010: 8279875.662 دينارا وهو رقم هام رغم انه سجل تراجعا فاق الاربعة مليارات من مليماتنا عن ميزانية الموسم الماضي. لكن الامر الذي يثير الاستغراب حقا هو مبلغ مساهمة الشركات والأحباء في المداخيل الذي بلغ 346450 ألف دينار أي بنسبة 4.18٪ من جملة المداخيل فهل يعقل ان تكون مساهمة الاحباء وأصحاب الاعمال من المحسوبين على النجم بهذه النسبة المتواضعة جدا.؟ فما نعرفه ان النجم يتواجد في محيط سياحي وصناعي ضخم اضافة الى ان قاعدته الجماهيرية هائلة لكن يبدو أن عشقهم لناديهم بالكلام فقط وبعيدا عن المال والدعم. عجز مالي في الميزانية... لماذا؟ النجم من الاندية القليلة التي تميزت بضخامة الميزانية وبقوتها المالية ففي كل سنة تسجل ميزانيته فائضا يفوق المليون دينار لكن هذه المرة سجلت الميزانية عجزا طفيفا بلغ 364161 ألف دينار فماذا وراء هذا التراجع؟ السؤال يفرض نفسه لكن الأسباب واضحة جدا لأن الفريق خسر عائدات هامة من الكؤوس الافريقية بعد ان انسحب النجم قبل بلوغه نصف نهائي رابطة أبطال 2009 وانسحابه منذ الدور التمهيدي الاول من كأس الاتحاد الافريقي 2010 وانسحابه المبكر من سباق كأس تونس وتواجده في المركز الثالث في ترتيب بطولة الموسم الفارط. كذلك هناك تراجع في عدد المحترفين في الخارج وسقوط صفقة محمد علي نفخة في الماء... كما لا ننسى ضعف مداخيل الملعب ومحدودية مساهمة الاحباء والشركات. هذه الوضعية يجب ان يعي بها جمهور النجم الذي يطالب بالتتويجات لأن فرع كرة القدم لوحده بلغت مصاريفه 5 مليارات كاملة.