يبدو ان إدارات المهرجانات الصيفية لم تستوعب القرارات الأخيرة لرئيس الدولة، التي تهم الصحافة والصحفيين وخاصة تمكينهم من المعلومة، وتسهيل مهامهم. والغريب في الأمر، ونحن نتحدث عن المهرجانات ان مهرجان قرطاج الدولي الذي يحظى بالتغطية الاعلامية الأكبر في كل الصفحات الثقافية للصحف التونسية يعمد الساهرون فيه على التنظيم الى إهانة الصحفيين عبر منعهم عديد المرات من الدخول من الباب الذي من المفترض ان يكون مخصصا لهم بحجة مملة عنوانها «تعليمات»، وفي هذا الإطار نتساءل دون خلفيات «من يعطي التعليمات لمن؟!». وتجدر الاشارة، في هذا الصدد، الى أنه لولا تدخل الملحق الاعلامي للمهرجان عديد المرات لقاطع الصحفيون مجموعة من السهرات في المهرجان، إدارة مهرجان قرطاج قالت قبل انطلاق فعالياته انها ستسهّل مهمة الصحفيين لكن ذلك لم يحصل اطلاقا الا في حالات شاذة، والحال ان أغلب الصحفيين يتابعون سهرات المهرجان من المدارج وفي أماكن بعيدة عن الركح ويعسر من خلالها التدقيق في التفاصيل التي تخصّ الركح والكراسي التي توجد أمامه. فضلا على أن الجلوس بالمدارج لا يمكن الصحفي من التنقل ومعرفة الكواليس والتدقيق في بعض التفاصيل التي تراها عين الصحفي ولا يستطيع التعبير عنها لصعوبة الاستماع والتنقل. «التعليمات» وعدم تخصيص مكان يسهّل مهمة الصحفي، ليست وحدها التي أهانت الصحفي وسبّبت له «مرارة قرطاج» فمنذ السنة الفارطة عمدت إدارة المهرجان الى منع حاملي بطاقات «صحفي ثقافي» التي تسندها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من دخول العروض الكبرى بالمهرجان فمن «شارل أزنافور» الى وردة الجزائرية في العام الفارط الى«إيروس رامازوتي» في الدورة الحالية والحال ان البطاقة التي أسندتها الوزارة كتب عليها باللون الأسود «تخوّل لصاحبها حضور التظاهرات التي تنظمها الوزارة» فهل ان سهرة «رامازوتي» خارجة عن برمجة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الحالية، ام أنها ضمن البرمجة والتنظيم لا يخص وزارة الثقافة؟!.. لقد مللنا مهرجان قرطاج بسبب كل هذه المعطيات التي اصبحنا نعانيها يوميا، وكأننا ذاهبون للسهر والترفيه لا للعمل او للقيام بواجباتنا المهنية. هذا بعض الكلام عن الإهانات التي يتعرض لها الصحفيون في المهرجان رغم ان كلامنا غالبا ما يكون في النافخات زمرا... والصمت أحيانا عمق الكلام..