صدمة كبرى وضربة موجعة لجماهير الأخضر والأبيض الذين ما كادوا يستفيقون من الخسارة الأولى أمام فريق أمل حمام سوسة وما خلفته من ردود فعل حتى حصل الأسوأ حيث واصل زملاء الورتاني انحناءاتهم وعجزوا عن تحقيق انتصارهم ، الأول ليخرج الفريق بصفر من النقاط بعد مرور جولتين من انطلاق البطولة خاصة وأن أقدام اللاعبين لم تقدم ما يمكن أن يضمن كسب ولو نقطة واحدة، وهو ما لم يتوقعه أشدّ المتشائمين. الهزيمة الثانية على التوالي خلفت كابوسا لأحباء الشبيبة الذين احتجّوا بشدّة على مردود الفريق وعبّروا عن غضبهم لما آلت إليه الأوضاع داخل المجموعة وطالبوا بالتغيير في ظل غياب الانسجام وظهور الفريق بذلك الوجه المحتشم جدّا دون أن يقدم الجهاز الفني أو الاداري أي تفسير مقنع لخسارة مباراتين متتاليتين في غاية الأهمية بطريقة سيئة جدا، حيث بدا الفريق فاقدا للتوازن بلا عزيمة ولا روح. كما كشف لقاء أول أمس عن تسيّب اللاعبين وعدم انضباطهم واللقطة التي أتاها حسين الدردودي منذ دخوله الى الميدان تكفي مؤونة التعليق وهو ما جعل الحكم محمد بن حسان يقصيه عن الميدان لتواصل المباراة بأكثر أتعاب. أخطاء فادحة مباراة أول أمس أمام الملعب التونسي وكذلك الجولة الأولى أمام فريق أمل حمام سوسة أكدتا الأخطاء الدفاعية الفادحة التي يعاني منها الفريق حيث تكرّر سيناريو الهفوات الفردية على مستوى المحاصرة والتمركز والتغطية والغريب أن الفريق لم يتعلم من أخطائه ولم يعالج نقائصه وكأن شيئا لم يحدث في المباراة الأولى، حيث لم يفهم الجهاز الفني أن خط الدفاع بتركيبته الحالية واستعدادات بعض لاعبيه في الآونة الأخيرة أضرّ الى أبعد حدّ بتوازن الفريق. كما أن بعض الاختيارات التكتيكية الأخرى في خط الوسط زادت الطين بلّة في ظلّ عدم جاهزية بعض اللاعبين المرسمين في التشكيلة الأساسية على غرار اسكندر بالشيخ ونوفل اليوسفي الذي كان الحاضر الغائب في تشكيلة المدرب الحبيب الماجري، فوسط الميدان تعوزه الجاهزية والانسجام، لا يبني ولا يصنع اللعب بالشكل المطلوب ولا يفتك الكرة ويساعد الخط الخلفي، لا يمكن للشبيبة أن تفرض ألوانها وتجني الانتصارات خاصة وأن معضلة خط الوسط كانت بادية بوضوح منذ اللقاءات الودية رغم وجود ثنائي الخبرة لسعد الورتاني وسيف اللّه المحجوبي. فراغ في الخط الأمامي ماذا يمكن أن ننتظر من دفاع مثقوب وخط وسط تائه يترك المنافس يخطّط بكل راحة لاحداث الخطر.. وهجوم في عزلة يعاني فراغا رهيبا في غياب لاعبين يسجلون الأهداف ويملكون .. معانقة الشباك، بما أن الشبيبة لم تنتدب مهاجما كلاسيكيا يشغل خطة رأس حربة، واكتفت بانتداب عديد اللاعبين الذين ينشطون على الرواقين. وحتى المهاجم حسين الدردوري فقد دخل في خلاف مع المدرب الحبيب الماجري منذ التحضيرات. وقد صرح بنفسه أنه غير قادر على تقديم الاضافة لأن التواصل غير موجود بينه وبين مدربه.. ولعلّ المناوشة التي دارت بين الطرفين في لقاء أول أمس تترجم ما آلت إليه الأمور من تسيّب وقلة انضباط في الفريق وهو ما جعل الدردوري يتحصل على اقصاء حال دخوله للميدان. الفراغ الهجومي والمردود السلبي للاعبي الأروقة الذين كانوا يلعبون في اتجاه عرض الميدان أفقد الفريق عمقه الهجومي.. وإذا كان الخلل ثابتا بهذه الكيفية على مستوى الخطوط الثلاثة مع اضافة أزمة الانضباط وانعدام التواصل بين الجهاز الفني وبعض لاعبيه فلا يمكن أن نبحث بعد ذلك عن سرّ هزائم الشبيبة. الماجري على صفيح ساخن الماجري يتحمل بدوره مسؤولية هذا الفشل، وبناء على بعض المؤشرات والمعطيات فإنّ رحيله أقرب من بقائه داخل أسوار عاصمة الأغالبة خاصة في ظل النتائج الحاصلة والتواصل المفقود بينه وبين بعض اللاعبين وغضب الأنصار على أهل القرار ورفضهم للحلول السطحية.. وللحديث بقية.