اختتم نهاية الأسبوع الفارط المهرجان الصيفي بفوسانة من ولاية القصرين وذلك بسهرة فن بدوي وأهازيج جبلية و«طرق» مع المطرب الشعبي سعيد الغيلاني. مهرجان فوسانة الذي تواصل طيلة أسبوعين من الزمن افتتح بعرض ملحمي من انتاج المهرجان خاصة وانه يهدف أساسا الى إحياء تراث هذه المدينة الحدودية التي يحتاج متساكنوها الى متنفس من هذا القبيل للترويح عن النفوس لفترة من الزمن في جهة ليست حرارة صيفها بأقل قسوة من صقيع شتائها ويستحق أهاليها أكثر من متنفس ترفيهي وثقافي. أهالي فوسانة استمتعوا باللوحات الفولكلورية لإحدى أهم وأعرق فرق الفنون الشعبية ببلادنا وهي الفرقة الجهوية للفنون الشعبية بالقصرين التي مثلت تونس في عديد المحافل الدولية خارج الحدود والتي ظلت تبحث، دونما التجاء الى الفن الشعبي المبتذل، عن جمع الموروث الشعبي لهذه المنطقة ذات التراث الغزير الذي ظل جله بكرا. ابن فوسانة لم يتغيب عن عرسها الثقافي اذ أحيا صليح حفلا التقى من خلاله بعشاق فنه البدوي الذي نهل من ريف فوسانة وهضابه. وفوسانة لم تفوت مناسبة ثقافية او محفلا الا ودعت اليه ابنها المدلل صليح. سهرة الشاب صليح احتضنها فضاء المهرجان واستقطب مئات الشبان الذين وجدوا في أغاني صليح ما يعبر عن همومهم ويترجم هواجسهم ويؤكد عنفوانهم. باستور القصرين كان على موعد ايضا مع سمار فوسانة في سهرة التداوي بالضحك مع فنان لم يسعفه الحظ في الانتشار والا لكان له حضور أهم في المهرجانات ببلادنا لموهبته الفريدة في ارتجال المواقف الهزلية وتقليد الاصوات المستعصية. مهرجان فوسانة حوى فقرات أخرى كعرض الغناي لعبد الرحمان الشيخاوي الذي تعامل مع المهرجانات الصغرى فكسب جمهورا كبيرا يحترمه ويؤمن بموهبته. كما أثث الفكاهي عبد القادر محمودي سهرة ضحك ثانية صحبة عبد القادر دخيل وأمكن لعبدي القادر (دخيل والمحمودي) انجاح فقرتهما خاصة وان أهالي فوسانة اكتشفوا اعمالهما في لقاءات سابقة. هذا كما لم يهمل المهرجان جمهور الأطفال واحتفى بهم طيلة يوم كامل احتوى عروضا للماريونات والألعاب والمسابقات والورشات الفنية المفتوحة. مهرجان فوسانة الذي يديره عبد ا& بالطيبي بإمكانه ان يتطور في قادم الدورات ويصبح وجهة سكان هذه المناطق الحدودية التي تستحق مزيدا من الترفيه والانشطة الثقافية والشبابية.