كلّما إستمعت الى موسيقى أنور براهم أشعر بأشياء غريبة تموج في وجداني؟ من أين تأتي هذه الموسيقى؟ومن أين ينهل أنور براهم موسيقاه التي تشعرك بأنّك طائر على بساط سحري مسافر في عالم بلا خرائط ،عالم أكبر من الجغرافيا والتاريخ والجنسيات. موسيقى أنور براهم تثير في القلب والروح أكثر من معنى ومن سؤال وقد كان الموعد معه في سهرتين متتاليتين موعد مع السّحر في مسرح الحمامات الذي لم يبق فيه مقعد واحد شاغر. مهرجان الحمامات الدولي أهدى لجمهوره سهرتين يصعب أن تتكرّرا وبعد عشرين عاما عاد أنور الى المهرجانات بل الى مهرجان وحيد قدره أن يكون دائما مهرجانا للموسيقى السّاحرة التي تضاءلت فضاءاتها وقلّ مريدوها في زمن كليبات غرف النّوم. أنور براهم ليس أسما تونسيا فقط بل هو فنّان عربي إستطاع أن يخترق بموسيقاه أعرق المهرجانات العالمية المتخصّصّة في الجاز فقد منح لألة العود أجنحة ومنحها أفاقا جديدة من العالمية إنطلاقا من البيئة التونسية التي تربّى فيها وصاغ من نغماتها موسيقاه.