اختتمت مساء السبت الدورة السادسة والاربعون لمهرجان الحمامات الدولي بعرض «وجد 2» لسنية مبارك بعد أن افتتحت مسرحية «ابن رشد... اليوم» الدورة يوم 13 جويلية. مهرجان الحمامات الدولي في دورته الجديدة جمع في سهراته بين ألوان شتى من الفنون... من المسرح الى السيرك الفني... الى الطرب... وصولا الى موسيقات العالم والفنون التشكيلية وقد كانت أغلب عروض المهرجان اما أولى بالنسبة الى المسرح او حصرية بالنسبة الى العروض الموسيقية والفرجوية. المهرجان الذي عرف بتقاليده المسرحية العريقة حافظ على هذا التقليد من خلال مجموعة من العروض المسرحية التي تقدّم للمرّة الاولى أمام الجمهور وقد أثبتت هذه العروض ان جمهور المسرح لم يمت فمهرجان الحمامات أصبح له جمهوره الوفي للمسرح فمنذ ثلاث سنوات اصبحت العروض المسرحية في المهرجان عروضا أولى وهو ما أعاد لذّة الاكتشاف للجمهور، بعد عرض الافتتاح الذي قدّمه ثلاثة من كبار المسرحيين التونسيين منصف السويسي ومحمد كوكة وعزالدين المدني تتالت العروض التونسية والعربية والأجنبية فمن تونس قدّم رؤوف بن يغلان عمله الجديد «حارق يتمنّى» التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا وقدّم نعمان حمدة «قصر الشوك» وفوزية ثابت «زنقة عنقني» وجمعية المسرح بالحمامات «الدنيا عجايب». البرنامج المسرحي تضمّن أيضا عرضا من العراق عن نص لسارتر «ا& والشيطان» ومن فلسطين قدّمت فرقة الحكواتي عرضين «ذاكرة للنسيان» في ذكرى درويش و«أبو أييبو في سوق اللحامين» ومن مرسيليا قدّم ريشارد مارتان «ذاكرة البحر» حول ليوفيري الى جانب عرض من الشيلي «الأفق المربّع» وهو عرض سيرك فنّي. الرهان على المطربين التونسيين مهرجان الحمامات الدولي فسح المجال للمطربين التونسيين في مجموعة من السهرات وكانت البداية مع المقيمين خارج تونس مثل عبير النصراوي وآمال المثلوثي في سهرة مشتركة بين جوهر وجاسر الحاج يوسف الذي كان مفاجأة سارة للجمهور والسهرة الثالثة كانت بين سيرين بن موسى وماهر الكعبي الذي لم يوفّق في سهرته. المهرجان قدّم أيضا مجموعة من السهرات لمطربين تونسيين مثل نوال غشام وليلى حجيج التي قدّمت سهرة طربية رائعة وصلاح مصباح الذي غنى الطرب وغنى لشارل ازنافور وغنى بالانقليزية وكان فعلا مفاجأة حقيقية بعد غياب طويل عن الحمامات وعادل سلطان الذي قدّم أيضا سهرة طربية رائعة وأمينة فاخت التي كانت سهرتها استثنائية. أما أنور براهم فقد قدّم سهرتين من أروع ما قدّم في المهرجان تابعهما جمهور كبير مشتاق لهذا اللون الفني الذي برع براهم في تقديمه. ألوان مهرجان الحمامات الدولي نجح في تقديم ألوان موسيقية أخرى من الشرق والغرب، قدّم «الحضرة» لفاضل الجزيري ومروان خوري من لبنان وميادة بسيليس من سوريا وأميمة خليل من لبنان وعروضا من جورجيا وإيطاليا وفرنسا وافريقيا.. وعروضا في موسيقى الجاز والتانقو والموسيقى الكلاسيكية والراب إلى جانب سهرة الدراويش من تركيا وسهرة الفنان الفرنسي الشهير Garou. هكذا كان صيف الحمامات ساحرا بعروضه المتنوعة وانفتاحه على العالم. الرهان الدورة 46 كانت دورة صعبة في مستوى التمويل المادي فقد تمّت دون مداخيل الاستشهار الذي كان مقتصرا على قناة «نسمة.تي.في» التي قدّمت دعما محترما للمهرجان سواء في مستوى الخدمات (معلّقات اشهارية تغليف كراسي ومضات اشهارية...) أو الدعم المالي المباشر وقد كان نجاح المهرجان وتحقيق موازنة مالية محترمة في ظل غياب المستشهرين وخاصة اتصالات تونس الداعم التقليدي للمهرجان رهانا نجح فيه مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات ومدير المهرجان الفنان الأسعد بن عبد اللّه الذي حافظ على نسق متواصل للنشاط الثقافي على مدى السنة.