بيروت القدسالمحتلة (وكالات): اخترق الطيران الحربي الاسرائيلي أمس الاجواء اللبنانية ونفذ غارات وهمية على عدد من المناطق في الجنوب في خطوة رأى فيها محللون عسكريون ردا على التصريحات الاخيرة لنائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم الذي أكد أن حزبه جاهز لضرب العمق الصهيوني. وحلقت مقاتلات الاحتلال فوق مناطق بنت جبيل والنبطية ومرجعيون والخيام واقليم التفاح، فيما لوحظ عند الجانب الاسرائيلي وجود حركة مستمرة لعربات مدرعة وأعمال هندسية وتقنية أخرى توحي بأن جيش الاحتلال في حالة استنفار. قلق اسرائيلي في الاثناء أبدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس قلقا بالغا من تصاعد نفوذ «حزب الله» داخل الجيش اللبناني بعد يومين على المواجهات بين جنود صهاينة ولبنانيين على الحدود. وقال مساعد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال داني أيالون للاذاعة العامة الاسرائيلية هناك خطر «حزبلة» الجيش اللبناني، اذ أن الجيش بدأ يتصرف مثل «حزب الله» حسب قوله. وأضاف أيالون «اذا نجح «حزب الله» في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل (مع الجيش) بشكل مختلف تماما». ومنذ انضمام «حزب الله» الى حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية بعد الانتخابات النيابية الاخيرة هددت اسرائيل مرارا باستهداف مؤسسات الدولة اللبنانية في حال نشوب حرب جديدة في المنطقة. وزعمت اسرائيل أن عناصر «حزب الله» تسللوا الى الجيش اللبناني وصاروا يتقلدون مناصب عليا وصار نفوذهم على الجيش كبيرا. لكن وزير الاعلام اللبناني طارق متري أكد أمس الاول أن الجيش اللبناني واجه الاعتداء الصهيوني على الحدود بمفرده وأنه لم يطلب من «حزب الله» التدخل، كما أكد الحزب أنه كان يراقب العملية وأنه أعطى أوامر صارمة لعناصره بعدم التدخل. لا حرب في الافق استبعد محللون حدوث تصعيد في منطقة الحدود على الرغم من خطورة المواجهات التي وقعت الثلاثاء الماضي بين جنود اسرائيليين ولبنانيين، معتبرين أن لا اسرائيل ولا لبنان ولا «حزب الله» يرغبون في مواجهة جديدة. وقال غسان العزي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية «كان أمام اسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع نطاق القصف وكان أمام «حزب الله» ذريعة كبيرة للقول انه يريد الدفاع عن البلاد». وأضاف «لا أحد جاهز للحرب». وكتبت صحيفة النهار «رغم المحاذير التي تركبها عوامل متفجرة على أبواب الخريف فإن المواجهة الجنوبية لا تنذر بتفلت لبناني أو اقليمي». وأكدت ضرورة «عدم المبالغة في اعطاء الاشتباكات في الجنوب أكثر من حجمها». من جهته، قال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا «لا أرى تصعيدا في مستقبل قريب». وأضاف أن «الجيش اللبناني لن يكون من يبدأ الحرب في الجنوب (...) والعوامل الضرورية لحرب لم تجتمع». وقال العزي ان «الجانبين أبديا تحفظات ليقولا انهما غير مستعدين» لحرب.