كشف السفير الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة «داني أيالون» ان الادارة الأمريكية تابعت عن كثب كل تفاصيل الحرب على لبنان وتفاجأت بالحجم الحقيقي لقوة «حزب اللّه». وأكد أيالون في مقابلة نشرتها صحيفة «معاريف» أول أمس ان الأمريكيين كانوا يتابعون كل تفاصيل العمليات العسكرية ويراقبون باهتمام شديد مجريات الحرب على مدى 34 يوما مشيرا الى أن وزارة الدفاع الأمريكية قرّرت ارسال وفد عسكري الى اسرائيل لاستخلاص الدروس (بعد الهزيمة الاسرائيلية). * مفاجأة وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين تفاجأوا بصمود «حزب اللّه» وبضخامة قوته العسكرية التي مكنته من مواجهة أكبر قوة عسكرية في المنطقة لمدة تزيد عن الشهر وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية. وتابع السفير الاسرائيلي ان الأمريكيين أدركوا أن الفشل أو بالأحرى الهزيمة العسكرية التي لحقت بالجيش الاسرائيلي ناتجة عن اختلالات كثيرة. وقال أيالون: فوجئوا كيف لم نعرف نحن ولم يعرفوا هم أيضا قوة حزب اللّه الحقيقية.. لكن ذلك لم يغيّر نظرتهم وتقديرهم للجيش الاسرائيلي. وعزا السفير الاسرائيلي سبب استمرار واشنطن في «تقدير» الجيش الاسرائيلي الى ادراكها أن الحرب التي حدثت في لبنان ليست مثل ما تتعرض له القوات الأمريكية في العراق وافغانستان. وأشار المسؤول الاسرائيلي الى التباين الحاصل في تقييم نتيجة الحرب داخل الادارة الأمريكية ففي حين اعتبرها الرئيس جورج بوش «نصرا» لإسرائيل، رأى المتخصصون (من خبراء وعسكريين ومحللين) أن اسرائيل فشلت عسكريا. وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي من المجازر الاسرائيلية ضد المدنيين في لبنان، أشار أيالون الى أنه ساد شعور بالغضب في وزارة الخارجية بعد مجزرة قانا إلا أن الشعور في البيت الأبيض لم يكن كذلك. * معضلة أخرى وعلى صلة بما حدث للاسرائيليين في ا لحرب الماضية على لبنان، كتب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» العبرية أول أمس أن نتائج هذه الحرب عقّدت الأمور كثيرا بالنسبة الى الجيش الاسرائيلي في ما يتعلق بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة. وكتب في هذا الصدد أن الفلسطينيين تشجعوا بعد الفشل الذي مني به الجيش الاسرائيلي في لبنان وهم يسعون الآن بجد لاتباع الأساليب العسكرية التي اعتمدها «حزب اللّه». ولاحظ المراسل أن جيش الاحتلال الاسرائيلي لم يتوصّل الى «أفكار خلاّقة» لمواجهة مشكلة الصواريخ الفلسطينية، خاصة منها «القسام». ونقل المراسل الاسرائيلي عن مصادر أمنية اسرائيلية إقرارها بأنه لا يوجد حلّ لإنهاء خطر «القسّام».