لقي عامل بحضيرة حتفه أول أمس الخميس متأثرا بإصابات بليغة اثر سقوطه من علو رافعة آلية عملاقة أثناء محاولته افراغ حمولة شاحنة ثقيلة من حديد البناء. وتقع حضيرة البناء بمنطقة عين جلولة بالقيروان حيث يتم بناء مصنع للاسمنت. السائق وهو كهل أصيل منطقة بوسالم من ولاية جندوبة وقد تدخلت الجهات الأمنية لفتح تحقيق للتعرف على الأسباب الحقيقية للحادثة. وحسب المعطيات الأولية التي استقتها «الشروق» من شهود عيان من العاملين بحضيرة المصنع الذي يشغل عشرات العمال، فان الكهل (50 عاما) وهو مختص في التحكم في الآلة الرافعة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من خمسين مترا، باشر عمله صباح أمس الخميس بشكل عادي الى حين قدوم شاحنة نقل ثقيلة تقل كميات من حديد البناء. وكعادته تولى سائق الرافعة الآلية إفراغ حمولة الشاحنة من الحديد المعد للبناء والذي كان في شكل حزمات ثقيلة يتجاوز وزنها الطنين. وذكر شهود عيان انه بمجرد شروع السائق في رفع الحمولة انقطعت سلسلة الرافعة جراء اختلال التوازن بين طاقتها التحميلية (طن واحد ونصف حسب شهود عيان) وثقل الحمولة قبل ان يختل توازن الرافعة التي مالت الى الخلف بمفعول اختلال توازن الأوتاد الخرسانية الموضوعة عند القاعدة لتثبيت الرافعة من الجهة الأمامية والخلفية والتي كانت اشد ثقلا من الخلف مما ادى الى سقوط السائق أرضا. وذكر شهود عيان أنه بمجرد سقوطه (الهالك) من العلو الشاهق(نحو 50 مترا) لحق به لوح خشبي ثقيل (مدرية) سقط من أعلى وأصابه على مستوى رأسه مما ادى الى مضاعفة إصابته. تم نقل المتضرر الى المستشفى على الفور حيث تجند الإطار الطبي وشبه الطبي لإنقاذ حياته، غير ان شدة الإصابة المزدوجة التي تلقاها لم تسعفه بلحظات إضافية في الحياة فلفظ أنفاسه داخل المستشفى. وعلى اثر تلقيها الخبر أذنت النيابة العمومية بابتدائية القيروان بالتحقيق في الحادثة وإجراء التحريات اللازمة بعد الإذن بعرض جثة السائق على ذمة الطبيب الشرعي للتعرف على الأسباب الحقيقية للوفاة. وينتظر ان تسفر التحقيقات عن معطيات أكثر دقة. وعلى اثر هذه الحادثة الأليمة رغب عمال حضيرة البناء بمصنع الاسمنت في القيام بوقفة تضامنية والتوقف عن العمل، غير ان المسؤولين رفضوا إيقاف العمل وأمروا بمواصلة العمل. ويذكر ان السائق الهالك (50 سنة) أصيل منطقة بوسالم من ولاية جندوبة وهو يعمل ويقيم بحضيرة المصنع منذ مدة ويشهد له بكفاءته واجتهاده في العمل. وتجدر الإشارة الى ان حضيرة مصنع الاسمنت من اكبر الحضائر التي تشهدها ولاية القيروان وتشغل عشرات العمال من مختلف جهات الجمهورية. كما يعد المشروع الاستثماري من اهم المشاريع التنموية التي ينتظر ان تبلغ طاقتها التشغيلية قرابة 500 عامل. وتعد حادثة وفاة السائق من اخطر الحوادث اليومية التي تحصل داخل حضيرة البناء الشاسعة.