يتوافد هذه المدة عدد كبير من الطلبة واوليائهم على إدارة المعادلات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا منهم الراغبون في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي الاجنبية ومواصلة الدراسة بالخارج ومنهم من اتم كليا او جزئيا دراسته وعاد لطلب المعادلة لشهادته. ولمن يرغب في التحوّل الى الخارج قال السيد صلاح الدين الشواشي مدير المعادلات ان هناك شروطا لابدّ من التقيد بها واحترامها لمزاولة التعليم وتلقي تكوينا معترف به يتوّج بالحصول على شهادة اجنبية (وطنية) قابلة للمعادلة. واضاف قوله في حديث ل «الشروق» ان هذه الشروط تتمثل اساسا في الحصول على الباكالوريا التونسية اذ لا يمكن اسناد المعادلة لمن لا يحصل على هذه الشهادة وايضا احترام التسلسل الدراسي كأن يحصل الطالب على شهادة الاستاذية او الماجستير ثم يحصل على شهادة الباكالوريا. ودعا مدير المعادلات المتوجهين للدراسة بالخارج الى التحقق من الامكانات العلمية لمواصلة الدراسة اذ لا يمكن لحامل باكالوريا الآداب ان يسجل في اختصاص علمي مثل الطب او الهندسة. كما دعاهم الى احترام مبدأ تجانس الدراسات في مختلف المستويات فليس من المقبول الحصول على الاستاذية في الانقليزية ثم ماجستير في علم الاجتماع ودكتوراه في اختصاص آخر مثل العلوم السياسية. ومن الشروط ايضا ذكر السيد صلاح الدين الشواشي ضرورة احترام مدة الدراسة التي يجب ان تكون مطابقة مع مدة الدراسة بتونس وهي 4 سنوات للاستاذية و5 سنوات للهندسة والطب العام و6 سنوات على الاقل لطب الاختصاص و5 سنوات على الاقل للصيدلة، وطب الاسنان و6 سنوات للهندسة المعمارية. كما اشار انه لابدّ من التثبت من مؤسسة التعليم العالي الاجنبية التي يجب ان تكون اما حكومية او مؤسسة خاصة متحصلة على ترخيص سلطة الاشراف في البلد الاجنبي. هذا علاوة على ضرورة التثبت من طبيعة الشهادة المرغوب الحصول عليها التي عادة ما تكون اما شهادة أكاديمية علمية او شهادة مهنية. وشدد السيد الشواشي على اهمية ان يلتحق الطلبة بإدارة المعادلات قبل التحول الى الخارج والدراسة هناك واخذ كل الارشادات اللازمة لتجنّب مفاجأة عدم الحصول على المعادلة التونسية بعد الحصول على الشهادة الاجنبية كما يمكن التزوّد بالارشادات والتوجيه عن طريق الهاتف على العنوان (71786300) او عن طريق مراكز الارشادات على الارقام: 2234 و2237 و2238 . وافاد في السياق نفسه انه يجري حاليا اعداد قائمة خضراء تحتوي على عناوين كافة مؤسسات التعليم العالي الاجنبية التي تم اسناد المعادلة التونسية للشهادات التي تسندها. ويشار ان نحو 4 آلاف طالب يزاولون دراستهم حاليا في الخارج منهم قرابة 1385 طالبا توجهوا العام الماضي الى الخارج وسجلوا في الاختصاصات الطبية وشبه الطبية. ويشار ايضا ان العشرات من الطلبة ينقطعون قبل اتمام دراستهم بالجامعات الاجنبية لأسباب مختلفة اما صحية او مادية او لعدم تأقلمهم وتكيفهم مع نظام الدراسة هناك. وبالنسبة الى هؤلاء ذكر مدير المعادلات انه بإمكانهم تثمين دراستهم الجزئية بتقديم ملفات الى رئاسة الجامعة المعنية بتونس تحتوي على الوثائق وعلى المعلومات البيداغوجية والعلمية ويتولى رئاسة الجامعة دراسة الملفات ليتم تسجيل الطلبة في المستوى الذي يناسبهم. ومعلوم ان الحصة الأكبر من الطلبة التونسيين الدارسين بالخارج تتمركز بفرنسا وبدرجة ثانية بأوروبا الشرقية (اوكرانيا وروسيا ورومانيا وبولونيا) كما تتوجه اعداد اخرى الى كل من المانيا وبلجيكا والولايات المتحدةالامريكية وكندا. كما تستقطب بعض البلدان العربية طلبة من تونس وهي بالاساس موريتانيا والجزائر والمغرب وليبيا وبلدان الخليج. ومع التأكيد على تراجع عدد الذين لا يحصلون على المعادلة التونسية اكد السيد صلاح الدين الشواشي على ان نظام التكوين التكميلي مازال معمولا به في مختلف الاختصاصات والمستويات (دراسات متوسطة وقصيرة وطويلة). يذكر ان إدارة المعادلات قد تلقت خلال جويلية الماضي والمدة التي انقضت من اوت الحالي قرابة 9000 مطلب معادلة وهو ما يعادل نصف المطالب التي تصل الإدارة في سنة كاملة. ويذكر ايضا ان التونسيين ينفقون سنويا قرابة 50 مليون دينار لتأمين دراسة ابنائهم بالخارج.