«الارهاق والتوتّر أضرّا بي» هكذا علّل المسرحي مراد كروت إصابته بجلطة قلبية هي الثانية من نوعها والتي حتمت عليه ملازمة المستشفى مساء السبت 7 أوت. كانت «الشروق» حاضرة كعادتها لمتابعة مؤازرة الفنان سواء من خلال انتاجاته الفنية أو لمكروه قد يصيبه حيث تواجدنا صباح الأحد بقسم الشرايين والقلب بمستشفى فرحات حشاد بسوسة، وقد شكّل حضور «الشروق» انتعاشة الفنان مراد كروت والذي ما إن استقبلنا حتى بدت علامات المفاجأة على ملامحه وسرعان ما انسجم معنا في حوار لم يخل من ألم تجاوز الجسم ليشمل الجانب النفسي. حرفية في حاجة إلى الدعم رغم حالته الصحية التي شهدت تحسّنا كبيرا مقارنة باليوم السابق فإن مراد عبر لنا بتلقائيته المعهودة عن بعض ما يشغله وآلامه أولها الارهاق الذي انتابه من جراء تصوير سلسلة بقناة نسمة عنوانها «نسيبتي العزيزة» حيث كان مقررا أن تمتدّ أيام التصوير على مدار أربعة أيام، ولكن لا يكفي توزيعها على قرابة أسبوعين فتم إضافة أيام أخرى لدوره ومازاد في ارهاق مراد هو التنقل يوميا من سوسة إلى تونس انطلاقا من الرابعة صباحا ليكون في مكان التصوير على الساعة السابعة ولكن يبقى ينتظر إلى الساعة الرابعة بعد الزوال للعمل فكان من الممكن تخصيص إقامة للممثلين القادمين من خارج تونس وتوفير أساليب الراحة والتي في النهاية ترجع بالنجاعة على العمل المنتج. عندما يكون المسرح متنفسا حقيقيا رغم حالته الصحية المعقدة نوعا ما فإن المسرح لم يغب عن غرفة مراد حيث كان يراجع مسرحيتين جديدتين الأولى سيوجهها إلى فرقة مدينة تونس وهي من النوع الكوميدي بعنوان «الدكتور الصقلي» مقتبسة بتصرف عن «الدكتور كنوك» Jule romain. أما المسرحية الثانية فهي مقتبسة بدورها وبتصرّف عن مسرحية «الملك هو الملك» لسعد اللّه ونّوس تونسها كروت وعنونها ب«الدنيا مع الواقف» وتجدر الاشارة إلى أن أول من قدّم مسرحيات سعد اللّه ونوس في تونس هو مراد كورت كان ذلك سنة 1979 وقدمها سنة 1980 على ركح المسرح البلدي بالعاصمة بمناسبة انعقاد مؤتمر بالجامعة العربية بتونس بحضور كافة وزراء الثقافة العرب. تعامل غير مسؤول ! عبّر لنا مراد كروت أيضا عن خيبة ظنّه في إدارة مهرجان قربة للمسرح في دورته الأخيرة قائلا: «تمّت دعوتي لتنشيط ورشة في الالقاء بمهرجان قربة للمسرح ولكن تفاجأت بمكان الاقامة وهو دار الشباب أي بغرفة مع الشبان الحاضرين في التربّص وعندما استغربت من ذلك اعتبروا الأمر عاديا وعلى رأسهم المنصف السويسي الذي حرص على دعوتي ولكن للأسف شعرت بإهانة لم أكن أنتظرها».