كان الفاضل الجزيري صاحب النص والإخراج لمسرحية صاحب لحمار- قد صرح سابقا أن العمل هو محاولة لإعادة دراماتورجيا جديدة للنص الأصلي لعز الدين المدني والذي سبق ونفذه المسرحي الكبير الراحل علي بن عياد على خشبة المسرح وأنه يمثل وقائع وأحداث تشبه أحداث ثورة 14 جانفي في عدة جوانب كالبعد الثوري والاجتماعي والفكري.. فضلا عن الشخصيات المتفاعلة مع تلك الأحداث بقراءة تاريخية إبداعية تستوفي خصوصيات بلادنا وتأخذ بعين الاعتبار عناصر الجدة في الواقع التونسي. كل هذه العوامل جعلت الجمهور ينتظر مسرحية صاحب الحمار- للفاضل الجزيري بفارغ الصبر لا لأنها مقتبسة عن نص عز الدين المدني فحسب بل لأنها تجسد عنوان التظاهرة -المسرح يحتفي بالثورة- وتحيل الى تاريخ نجاة الدولة الفاطمية بأعجوبة الشبيه بتاريخ ثورتنا- أمام غطرسة صاحب الحمار وهو مخلد بن كداد ليغرني- البربري المعروف بنشر دعوته العدائية راكبا حمارا.. ولكن حدثت المفاجأة في العرض الأول للمسرحية الجديدة في سهرة افتتاح الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية. فقد خرج أغلب الجمهور بعد عرض مساء أول أمس بقبة المنزه بالعاصمة بانطباعات سلبية على هذه المسرحية التي رأوا أنها شهدت فجوات فنية وجمالية وثغرات سينوغرافية. -الصباح- اتصلت ببعض المسرحيين الذين تابعوا عرض صاحب الحمار- لمعرفة آرائهم إزاء العرض، خاصة وأن العديد منهم غادر القبة مند الدقائق الأولى. السبب يعود بالخصوص للتجهيزات الصوتية الرديئة التي حالت دون ظروف طيبة للعرض. فقد أبدى المسرحي سليم الصنهاجي استياءه من مسرحية صاحب الحمار- لأنها حسب رأيه مسرحية لم تكن في المستوى المنتظر ولا تعكس القيمة الفنية لفاضل الجزيري حيث شهدت تفككا في روابطها ولوحاتها اضافة الى رداءة التقنيات الصوتية والحال أن المخرج يعلم جيدا أن القبة غير مؤهلة كفضاء لعرض مثل هذه المسرحيات.. ليضيف محدثنا أن صاحب العمل كان عليه أن يعرض صاحب الحمار- في المسرح البلدي وأن يقلل من عدد الممثّلين ليحافظ على قيمة النص ويخلق فرجة هادفة تخاطب العقل والوجدان.. ومن جهة أخرى عبرت الممثلة سهام مصدق عن استغرابها من تقنيات الصوت الرديئة التي حالت دون سماع محتوى النص المسرحي وهو ما أزعج الكثير من المتفرجين مند الدقائق الأولى من العرض..-الصباح- لاحظت تردد محدثتنا في الحكم على هذا العمل خاصة وأنها تؤمن كفنانة بقيمة فاضل الجزيري كمبدع إضافة الى مشاركة بعض زملائها في العرض. ولكن بإصرارنا على أخد رأي موضوعي أشارت سهام مصدق أنها لا يمكن لها أن تبدي رأيها الفني وهي لم تسمع شيئا من العرض.