بعض العروض الموسيقية الجيدة لم تجلب جهورا غفيرا على عراقتها وقيمتها الفنية فيما عرفت عروض أخرى أقل قيمة إقبالا كبيرا. وهذه ظاهرة محيرة. فعرض فرقة الموسيقى العربية لعبد الحليم نويرة لم يواكبه جمهور كبير رغم قيمة هذه الفرقة وعراقتها في حين لاقى عرض المغنية اللبنانية أمل حجازي إقبالا محترما يمكن اعتباره مفاجأة اذا أخذنا بعين الاعتبار ما تقدمه هذه المغنية وإمكانياتها الصوتية المحدودة والتي لا تتجاوز في أحسن الحالات امكانيات بعض الهاويات في برامج اكتشاف المواهب التي تعرض على القنوات العربية، وأمل حجازي هذه يعرفها جمهور المراهقين والمراهقات من خلال الفضائيات والكليبات وهي وجه جميل على غرار أغلب مغنيات الموجة الجديدة ولها قدرة كبيرة على الرقص وإلهاب مشاعر المراهقين والمراهقات تفوق قدرتها على الغناء ثم ان رصيدها من الاغنيات هزيل جدا ولا يمكن أن يؤثث سهرة كاملة. لذلك فهي تلجأ الى أغاني غيرها والى أغاني التراث وكذلك الى الاعادة وفي الاعادة إفادة كما يقولون وان لزم الامر فهي تلجأ الى تشريك الاطفال وحتى الشباب في الغناء معها وقد حدث في مهرجان سوسة ما أحرجها فعلا وذلك عندما دعت شابا لمشاركتها أداء أغنية «عينك عينك» للجزائري «فضيل» فإذا بالشاب يجيد الاغنية أحسن منها ومن فرقتها بل تعدى الامر ذلك عندما راح هذا «المطرب الضيف» يغني بحركات احترافية تشبه حركات أمل حجازي نفسها الامر الذي جعل أحد مرافقيها يسحب منه المكرفون ويطلب منه مغادرة الركح. نقطة أخيرة بخصوص سهرة أمل حجازي وتتعلق بالفرقة المصاحبة لها فهي لا تشتمل على أية آلة شرقية وهو أمر لا أعتقد أنه غاب عن الدكتور هشام بن سعيد مدير مهرجان سوسة المعروف بذوقه الرفيع وحبه اللامحدود للموسيقى الطربية الاصيلة.