أبدى المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان اهتماما بمضمون المؤتمر الصحفي الذي قدمه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قبل أيام طالبا ايداعه ما تضمنه من قرائن ومعطيات مما أعطي الانطباع لدى المراقبين بأن القاضي دانيال بيلمار بدأ يسلك الطريق نحو افق جديد للتحقيق قد ينتهي باستدعاء مشتبه بهم اسرائيليين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وقالت صحيفة «السفير» اللبنانية ان موقف بيلمار أثار ارتياحا لدى العديد من الاوساط الداخلية الا أن ذلك لم يمنع البعض من ابداء خشيته من امكانية أن تكون ايجابية المدعي العام الدولي «شكلية وتمويهية» للتغطية لاحقا على القرار الظني المرتقب وتجميله، تماما كما كانت وظيفة اطلاق سراح الضباط الاربعة. دلالات وأضافت الصحيفة ان بيان مكتب المدعي العام استأثر بالمتابعة والاهتمام لما ينطوي عليه من دلالات أهمها أن بيلمار اعتمد مصطلحي قرائن و«معطيات» في معرض تناوله مضمون المؤتمر الصحفي لنصر الله وهذا ينطوي على اشارة لافتة للانتباه. ورأت الصحيفة ان طلب بيلمار الحصول على القرائن والمعطيات التي قدمها نصر الله هو اقرار بأنها مهمة وجديرة بالتمحيص مما يعني أنه فتح الباب أمام امكانية تحويلها الى أدلة ووجه ضربة قاسية الى أولئك الذين تسرعوا في التقليل من قيمة ما طرحه نصر الله ووصفه بالسخيف، في حين أن المدعي العام الدولي وجد في مضمون المؤتمر الصحفي ما يستحق النظر فيه. واعتبرت «السفير» أنه اذا أراد بيلمار سلوك الطريق المهنية في مقاربة الوقائع المستجدة فهي يفترض أن تقود حكما الى طلب الاستماع الى مسؤولين وضباط اسرائيليين خاصة ان التحقيق الدولي كان قد استدعى في السابق ضباطا سوريين الى فيينا للاستماع اليهم بناء على افادات شهود زور فكيف الحال بالنسبة الى القرائن المقدمة من نصر الله والتي تستوجب تلقائيا سؤال المعنيين في اسرائيل عن تفسيرهم لمدلولات الصور التي عرضها نصر الله ولماذا التقطت وماذا كان يفعل العميل غسان الجد في مسرح الجريمة عشية تنفيذها (13 فيفري 2005). وختمت الصحيفة بالتساؤل «هل سيملك بيلمار جرأة طلب الاستماع الى افادات اسرائيليين أم أن هذا الامر هو خط أحمر؟ مرجحة عدم تجاوب اسرائيل مع أي طلب من هذا القبيل. اتصالات الحريري وكشفت الصحيفة ذاتها أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أجرى بعد مؤتمر نصر الله اتصالات خارجية عاجلة لمواكبة ما قاله أمين عام «حزب الله» بما يفيد التماسك الداخلي ويخدم العدالة في آن واحد. والتقى الحريري العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض غداة لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأبلغ الحريري المقربين منه بأن كلام نصر الله شديد الاهمية والحساسية وأنه يدعم بقوة اعطاء كل الوقت والجهد المطلوبين كي يأخذ المسار الجديد في التحقيق فرصته ويمضي حتى النهاية. وأكد الحريري أنه «اذا تبين أن القرائن والمعطيات التي قدمها نصر الله تتطلب الاستماع الى اسرائيليين ورفضت اسرائيل التجاوب فهي ستتحول بالنسبة الي من متهمة الى مدانة».