يعد احمد الجلبي الذي اصدر قاض عراقي امرا باعتقاله فور العودة الى العراق بتهمة تزوير العملة العراقية السابقة، أحد اكثر الشخصيات المثيرة للجدل على اعتبار سجله الحافل «بسوابق اجرامية» وتصدّره كرجل سياسي «وطني» على الساحة العراقية. يعود اصل الجلبي الى اسرة عراقية شيعية ثرية، وقد غادر العراق مع ثورة «البعث» عام 1958، وعمل محاضرا في الجامعة الامريكيةببيروت بعد تخرجه من جامعة هارفارد. ومن بيروت الى عمان حيث غادرها متنكرا بزي بدوي عام 1989 بعد فضيحة بنك البتراء الذي عمل مديرا له وارتكب فضائح مالية ادت الى افلاس البنك وهو ملاحق حاليا من القضاء الاردني ومحكوم عليه ب 22 سنة سجنا لاختلاسه 300 مليون دولار من البنك. بعد هذه الفترة عاش متنقلا بين لندن وواشنطن وكانت له صلات وثيقة بالاجهزة الاستخبارية البريطانية والامريكية الى ان عاد الى العراق على متن طائرة عسكرية امريكية. بدأت رحلة الجلبي ببناء علاقات وطيدة مع «الموساد» الصهيوني تحت غطاء لعبة معارضة النظام العراقي ولقي دعما من اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية. وقد كشفت الوثائق التي عثرت عليها السلطات العراقية بعد الاحتلال لدى مداهمتها منزل المذكور وجود صلة للجلبي بعملية اغتيال غسان طاهر يحيى نجل رئيس الوزراء العراقي ابان حكم عبد السلام عارف. كشفت الوثائق بحسب صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية أن الجلبي واتباعه اعدوا قائمة اغتيالات تضم اسماء المئات من العراقيين (علماء ورجال فكر وصحافة وعسكريين سابقين واطباء...). ترجح الوثائق بقوة تورط الجلبي وحزبه في تصفية عقيلة الهاشمي عضو مجلس «الانتقالي» المنحل. قام بتجنيد العشرات من ذوي الحاجة في العراق بعد الغزو للقيام بعمليات اغتيال وسرقة سيارات الدولة وممتلكاتها وتم تهريبها الى شمال العراق. شكل خلية تجسس تضم 5 الاف عنصر درّبوا في معسكر في هنغاريا تحت اشراف المخابرات الامريكية تم استخدامهم قبيل العدوان واعدم البعض منهم مع الايام الاولى للغزو بعد ان كشفتهم السلطات العراقية. كان وراء عملية تفجير سيارة مفخخة عام 1994 في العراق ليلة رأس السنة مما ادى الى مقتل العشرات من المدنيين. عمل على اشعال الفتنة الطائفية بان تحالف مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وتأسيس بدعة «البيت السياسي الشيعي» وقد شارك حزبه فيلق بدر في عمليات تصفية واغتيالات منها ما حدث في الفلوجة. كان المحرض الاول على حل الجيش العراقي وتخريب مؤسسات الدولة. حين ترأس مجلس الحكم الانتقالي (المنحل) اصدر قانون اجتثاث البعثيين. كان لتحركات احمد الجلبي المعروف بعمالته للكيان الصهيوني والمشجع على التطبيع مع اسرائيل تداعيات امنية واجتماعية واقتصادية خطيرة. وهذا ما كشف من جرائم فقط بعد ان تنكرت له الولاياتالمتحدة ورمته رمي الكلاب وهذا حال الخونة والعملاء.