داهمت القوات الأمريكية أمس مكاتب عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق أحمد الجلبي الذي كان مدلّل واشنطن وحليفها الرئيسي. وأكدت مصادر متطابقة أن القوات الأمريكية التي كانت مصحوبة بالشرطة العراقية صادرت عددا من الملفات والحواسيب وكان مساعد وزير الدفاع الأمريكي بول ولفوويتز أعلن الأربعاء أن الولاياتالمتحدة ستتوقف عن دفع مبلغ 335 ألف دولار شهريا لحزب الجلبي وستسعى للحصول على مصادر استخباراتية أخرى في العراق. لكن العقاب الأمريكي للجلبي انتقل أمس من مستوى تجميد المساعدة إلى المداهمة بما أن الأمريكان خصصوا قوة محترمة لاقتحام مقر حزب الجلبي ثم لمراقبته. وهذه هي المرة الأولى التي يداهم فيها الأمريكيون مكاتب حزب عضو في مجلس الحكم الانتقالي مما أثار غضب محمد بحر العلوم الذي هدد من جهته بالاستقالة من المجلس بينما هاجم الجلبي أمس سلطة الاحتلال التي وصفها بالفاشلة قائلا إن الولاياتالمتحدة تتخبط في العراق. وقالت شهادات متطابقة إن القوة المشتركة الأمريكية العراقية التي داهمت مقر حزب المؤتمر الوطني العراقي أخذت بعض الوثائق الشخصية والملفات وملفات الحزب وأجهزة حاسوب وممتلكات خاصة. ولم يكن الجلبي وقت المداهمة في المبنى الذي يعدّ مقر الحزب والذي ينام فيه الجلبي أحيانا. وأفاد مصدر صحفي أن أفراد القوة قلبوا غرفة نوم الجلبي رأسا على عقب وأفرغوا الخزانات وحطموا إطارات صور الجلبي. وحول مبرر مداهمة مقر الجلبي وهي عملية تمت بدون إذن من القضاء قال مصدر أمريكي إن القوة المشتركة كانت تبحث عن «مطلوبين» من دون أن يسمّي أي مطلوب. وحجزت القوة الأمريكية العراقية أسلحة لحراس المقر على حد قول أعضاء من حزب الجلبي لاحظوا أن هذه الأسلحة مرخّص لها. وكان أحمد الجلبي حليفا مفضلا لوزارة الدفاع الأمريكية و»مُدلّلها» لكن علاقته بواشنطن تردت منذ أسابيع وتدهورت بانتقادات الجلبي الأخيرة للسياسة الأمريكية في العراق خصوصا بعد اغتيال رئيس المجلس الانتقالي عز الدين سليم. وحسب بعض المصادر فإن مشاكل الجلبي مع الأمريكان وانتقاله من دور الحليف إلى الضحية أو العدو من العوامل التي تؤهله ضمنيا للقيام بدور خلال المرحلة الانتقالية القادمة (بعد 30 جوان).