يعتبر أبو جعفر القمودي أحد رموز وأعلام مدينة قمودة سيدي بوزيد حاليا وقد ولد سنة 230ه / 845م بهذه الربوع التي تتوسط البلاد التونسية حيث زاول تعلمه بالكتاتيب ثم انتقل إثر ذلك إلى سكنى قصر زياد وهو رباط كائن على ساحل البحر بجهة جبنيانة وهناك أقام مع ساكنيه مدة وحرس الشواطئ وتعبد في مساجد الجهة. ويذكر أنه كان من عامة الناس متواضعا في ماله وعلمه ومكانته الاجتماعية عمل بحمام اقتلع الحلفاء وذلك لتوفير لقمة العيش إلى أن قاطع شغله وبدأ عبادته بالطريقة الصوفية بعد أن قال: هجم على قلبي شيء هد يدي ورجلي فما استطعت العمل وعلى الرغم من ذلك فقد حظي الرجل بمكانة مرموقة ذات درجات عالية من الاحترام والتقدير وتجاوز صيته حدود البلاد إلى المغرب والمشرق. وتزوج من امرأة أنجبت له ولدين فتوفيا وطلق زوجته وانصهر في العبادة طول النهار حتى قال عنه الزويلي ما رأيت مثل أبي جعفر قط ولو وقف بين يدي الله تعالى فرأى ثواب المحسنين وعقاب المسيئين ما زال على ما هو فيه من العبادة. ويذكر أن أبا جعفر كان عالما معه من العلم النافع خلاف ما ترى أو فوق ما نحن فيه حسب أبي فضل الممسي. ويقول فيه الباحث التهامي الهاني في كتابه قمودة تاريخها وأعلامها، وهابه الأمراء والعلماء وتقرب إليه الأعيان والفقهاء وأصحاب الحاجات طلبا لرضاه وطمعا في دعواته...). وقد عاصر كلا من أبي جعفر الإدريسي وأبي جعفر أحمد الزقاق السويسي وأبي بكر الزويلي وأبي فضل المنسي وأبي محمد عبد الله ابن اسحاق ابن التبان الفقيه وغيرهم. ويذكر المالكي أنه جاب إفريقية كلها فما طاب على قلبه إلا المقام بسوسة إلى أن لقب شاطئ المدينة بشط أبو جعفر وقد توفي سنة 324ه الموافق ل936م وقد جمع له المالكي عددا كبيرا من الروايات الخاصة بعبادته وببركاته. المراجع: قمودة تاريخها وأعلامها للباحث تهامي الهاني ص178 و179 و180