يحكى ان تاجرا شابا تزوّج من فتاة رائعة في الحسن والجمال وكان من أثرياء المدينة لا يتوانى في الانفاق عليها فيشتري لها أفخر الثياب وأثمن المجوهرات ولا يرفض لها طلبا. توفي أبوه فحزن لذلك حزنا شديدا حتى هام على وجهه وبدأ يهمل عمله. فلا يفتح دكان تجارته الا نادرا ولاحظ عليه اصدقاء السوء ذلك فدعوه للترفيه عن النفس، وأصبح يسهر بالليل وينام بالنهار ونسي تجارته وباع أملاكه وحتى لما حاول فتح دكانه من جديد وجد ان السيف قد سبق العذل، فالحرفاء حولوا وجهتهم الى تجار آخرين فطلب من زوجته تمكينه من المجوهرات التي اشتراها لها ليحصل على رأس مال جديد يمكنه من فتح دكان جديد في ميدان آخر، لكن الزوجة عوض ان تقف الى جانب زوجها رفضت ذلك فلم تعد ترضى بقليل الطعام وبتواضع اللباس ولا ان تؤدي دورها كزوجة تطبخ الطعام وتغسل الثياب بعد ان تعوّدت على الخدم والحشم فحزمت امتعتها والتحقت بدار أبيها بعد ان طلبت الطلاق. قرر الرجل مغادرة البلاد، وفي الطريق التقى بصديق والده فقص عليه الحكاية فوعده بتمكينه من مبلغ مالي يمكنه عند الوصول الى اول مدينة من فتح محل تجاري جديد وطال السفر. وأخذ العطش بالرجل وصديق والده ومن كان معهما بالطريق مأخذا كبيرا. فقد انتهت كمية الماء التي كانت مع الجماعة وإذا لم يحضر الماء مات الجميع عطشا، فتعهد الرجل بالبحث عن بئر وعين جارية عله يحصل منهما على ما يروي ضمأ رفاقه وسار طويلا يبحث عن قطرات من الماء حتى رأى بئرا وأمامها شاب مفتول العضلات يحمل بيده سيفا اقترب منه وطلب منه شيئا من الماء فقال له الشاب اعطيك ما شئت من الماء اذا أجبتني عن سؤالاتي الثلاثة، لكنك اذا فشلت قطعت رأسك بهذا السيف. قبل الرجل الرهان فالموت آتيه لا محالة بالسيف او بالعطش وقال للشاب اسأل ما شئت فقد قبلت شرطك. فقال له: ما هو أفضل الطعام؟ فقال: ما حضر وأفضل اللباس؟ فقال: ما ستر وأفضل الزوجات؟ فقال: قرد أليف ولا غزال شارد فسرّ الشاب ورمى بالسيف جانبا وعانق الرجل طويلا لانه سرّ من كلامه، فالشاب ليس هو الا أميرا تزوّج من زوجة قلبت حياته الى جحيم فلا ترضى بأي طعام ولا تقبل اي لباس، فقال للرجل الذي قص عليه هو الآخر حكايته مع زوجته اين هم أصدقاؤك، فأرسل من اتى بهم فارتووا من الماء وعاد بهم الى مدينته فأكرم وفادتهم وزوّج الرجل من أخته الأميرة.