يحكى أنه كان في قديم الزمان تاجر كان يدخر كل ما يكسبه في كل يوم من تجارته حتى جمع كمية من النقود والذهب والجواهر، وبعد سنوات طويلة من التعب والشقاء أراد الذهاب الى بيت ا& الحرام لاداء مناسبك الحج. لكنه احتار أين يترك ثروته دون ان يتفطن اليه أحد. ففكر في حيلة حيث أشترى جرة وملأها زيتا ووضع فيها نقوده ومجوهراته ثم ذهب الى جاره وطلب منه ان يحفظ لديه جرة الزيت، فوافق الجار وترك الامانة لديه،وسافر التاجر وزوجته الى البقاع المقدسة وصادف ان كان الجار ذات يوم بعيدا عن منزله ولم تجد زوجته وقتها زيتا لتطبخ به الطعام، فلم تجد حلا أفضل من أخذ كمية من زيت التاجر الذي ذهب الى الحج ولما بدأت تقلب الجرة سقطت منها بعض النقود والمجوهرات فعرفت ان في الامر سرا. ولما عاد زوجها روت له الحكاية فأخرج مع زوجته كل ما احتوته الجرة من نقود وذهب ومجوهرات واقتنى كمية من الزيت لتعويض ما نقص منها وأخفى ثروة الرجل. ولما عاد التاجر من البقاع المقدسة وتسلم جرته وتفقد ما بها فوجئ بفقدان الثروة، فذهب مسرعا الى جاره وأعلمه بالحقيقة، لكن جاره أنكر الحكاية، فما كان من التاجر الا أن اشتكى به الى القاضي، طلب القاضي احضار الجار المتهم الذي اعاد الانكار ونفى التهمة نفيا بل وطلب من القاضي أن يعاقب هذا التاجر الذي اتهمه باطلا. سأل القاضي التاجر ان كان عنده شهود على ادعائه. فأجابه بالنفي، فقال له كيف أحكم على شيء لا أملك له دليلا، فتهللت أسارير الجار بشرا وفرحا وهم بالخروج بعد أن شكر القاضي على حكمه العادل وصاح قائلا «يحيا العدل» ولكن القاضي استوقفه وسأله ان كانت لديه نقود وذهب ومجوهرات فقال نعم يا حضرة القاضي. فأمر القاضي باحضار ما لديه وأشعلت النار لتسخين الماء. ولما أتوا بالمجوهرات والنقود والذهب طلب القاضي بوضعها في الماء الساخن ولما وضعت في الماء ارتفع الزيت وفهم القاضي بأن تلك الثروة من ممتلكات التاجر الذي عادت اليه أرزاقه وسجن الجار الذي اعترف بخيانته.