اعتراف هام بنجاح التجربة التنموية التونسية صدر عن مجلة «نيوزويك» الأمريكية الشهيرة في تصنيف، هو الأشمل والأدق لها الى حدّ الآن، وشمل 100 دولة. المجلة الأمريكية وضعت تونس على رأس افريقيا وفي مرتبة عالمية متقدمة اعتمادا على مؤشرات عديدة مثل التعليم والصحة ونوعية وجودة الحياة والنمو والحراك الاقتصادي، واعتمادا على أرقام ومعطيات دقيقة ومحيّنة. أحسن تصنيف عالمي لتونس كان في مجال الصحة وجودة العلاج وتكلفته، وهو ما يؤكد ما بلغته بلادنا في هذا الشأن وما حققه العاملون في القطاع من انجازات ومكاسب شهد بها العالم واعترف بكفاءة الاطارات الطبية، وهو ما يطمئن على تحوّل تونس الى وجهة صحية وطبية عالمية. التميز شمل ايضا مجال الحراك الاقتصادي وجودة الحياة كنتاج لمشروع تنموي مجتمعي راهن على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي وحقق للبلاد نموا اقتصاديا متواصلا على مدى أكثر من عقدين وتحسنا في مداخيل الأفراد وفي نسبة جودة حياتهم. تصنيف المجلة الأمريكية جاء ليدعم تصنيف منتدى دافوس العالمي الذي بوّأ تونس المرتبة الاولى افريقيا والأربعين عالميا من جملة 133 دولة في مجال التنافسية الشاملة لسنة 2009 2010، وأيضا ما توصلت اليه مؤسسة ايرلندية وضعت تونس في المرتبة الاولى عربيا في مستوى عيش مواطنيها وجودة حياتهم. وإذا كانت دول عديدة حققت نموّا اقتصاديا في السنوات الاخيرة، فإن تونس قد تكون تفرّدت بتواصل النمو حتى خلال الفترات الصعبة والأزمات الاقتصادية العالمية، وخاصة في تمتيع شعبها من خلال المشروع المجتمعي للتغيير، من الاستفادة من ثمار النو من خلال الزيادة في حجم التحويلات الاجتماعية وتحسين ظروف عيش المواطن والرفع من قدرته الانفاقية والشرائية والتخفيض في نسب الفقر الى أدنى مستوياتها. هكذا هي تونس وقيادتها يبقى فيها المواطن او العنصر البشري رأسمال التنمية وهدفها.