اليوم، وقد مرّ أسبوع من شهر رمضان المعظم، بدأت ملامح أعمالنا الدرامية تتضح شكلا ومضمونا، رغم أن الممثل القدير جميل الجودي شدّد في تصريح خصّ به «الشروق»، على أنه لا يستطيع الحكم على أي عمل درامي كان إلا بعد نهايته. الممثل «جميل الجودي»، من الأسماء البارزة التي تسجّل غيابها في الأعمال الدرامية لهذا العام، الى جانب مجموعة أخرى من الأسماء، الذين سألتهم «الشروق» عن رأيهم في الأعمال الدرامية التونسية لهذا العام. وفيما يلي أبرز ما جاء في آراء النجوم الذين يغيبون عن الشاشة الصغيرة، في الاعمال الدرامية لهذه السنة. إعداد: وسام المختار حسين المحنوش: أعمالنا خالية من الجدية والكوميديا دون أي تحامل، وبصراحة الأعمال الدرامية التونسية لهذه السنة غير مقنعة بالمرة، فالاعمال الكوميدية خالية من الكوميديا والاعمال الجادة خالية من الجدية. ولن أتحدث عن «كاستينغ» و«نجوم الليل»، لأنني لم أشاهدهما لكن بقية الاعمال ضعيفة ف«نسيبتي العزيزة» موضوعها بال، ومسلسل «من أيام مليحة» لم يقنعني، وأتساءل ما هي القضية المطروحة فيه؟! أما سيت كوم «دار الخلاعة» فهو «حكاية فارغة»، لا كوميديا فيها، ولا هم يحزنون...! فيصل بالزين: ما شاهدته متوسط لا غير شاهدت كمّا من الأعمال الدرامية لكن الكيف لم يظهر بعد وما يظهر للعيان أنه ثمة منافسة بين القنوات التونسية مردّها البث الموازي للأعمال الدرامية. وحاليا، اخترت مشاهدة مسلسل «كاستينغ» ومسلسل «نجوم الليل» كما أشاهد «دار الخلاعة» و«نسيبتي العزيزة». وهذان الأخيران أردت مشاهدتهما لأنني ابن المجموعة التي تفرقت بين هذين العملين، وأريد متابعة مردود كل واحد من أصدقائي في «دار الخلاعة» وفي «نسبتي العزيزة». وما لاحظته أن «الكاستينغ» في هذه العملين لم يكن في المستوى المأمول أو لنقل أني أجد نفسي في أكثر من دور في كلا العملين. وعموما ما شهدته الى حدّ الآن متوسط لا غير، فالضحك الذي يقدمونه في «نسيبتي العزيز» و«دار الخلاعة» تجاوزته الأحداث، وموضوع مسلسل «كاستينغ» لا يشد المشاهد العادي. جمال العروي: «نجوم الليل» محترم فنيّا رغم أنني لا أتابع كثيرا الشاشة الصغيرة، إلاّ أن ما شاهدته الى حدّ الآن، يمكن أن أخرج منه بالاستنتاجات التالية: الكاستينغ فاشل في مسلسل مليحة، ويمكن القول إن 10٪ من الممثلين في أماكنهم. الكاستينغ محترم في الجزء الثاني من مسلسل «نجوم الليل» والى حدّ الآن، أعتبر هذا المسلسل معقول جدا. «السيت كوم» سواء على قناة تونس 7 أو على قناة نسمة «فيها وعليها» أو متوسطة لا غير. الأهم في كل هذا أن التلفزة التونسية أعطت الفرصة للمخرجين الشبان لخوض التجربة وهذا حسب رأيي إنجاز سيعطي أكله مستقبلا رغم بعض السلبيات في هذه التجربة الأولى والتي تعود لنقص التجربة. عبد العزيز المحرزي: السيتكوم: كان بالامكان أفضل ممّا كان بكل صدق يصعب الحكم على أعمالنا الدرامية والى حدّ الآن لم نفهم بعض الأشياء وأتصور أن الرأي الفاصل للجمهور، لأن المهني يمكن أن يستند موقفه على الغيرة أو على المجاملة.. وبالنسبة للمسلسلات الكوميدية أو ما يصطلح عليه بالسيتكوم أظن أنه كان بالامكان أحسن ممّا كان. وأتمنى بالمناسبة أن يقع التحرّي بعمق في اختيار النصوص لأنه لم يعد من حقنا أن نتراجع. ونحن مطالبون بتلبية رغبات الجمهور. كما نتمنى أن يقع التفكير في أعمال رمضان القادم منذ الآن فأربعة أشهر أو ثلاثة لا تكفي لتقديم منتوج درامي جيّد. (سألناه عن كل المسلسلات فأجاب كما يلي). لا أشاهد قناة 21 لأن موجتها غير مبرمجة باللاقط الهوائي الموجود بمنزلي..! لسعد بن يونس: الدراما التونسية مهدّدة بالانقراض ونحن مهدّدون بالاقتراض! (ضاحكا) الدراما التونسية مهددة بالانقراض ونحن (الممثلون) مهددون بالاقتراض، أقول كلامي هذا لأن ما يبث حاليا من أعمال درامية، بصراحة مؤسف وهذه الاعمال لا نموذج ايجابيا وحيدا في مواضيعها... والمسلسلات التاريخية غائبة تماما وكأن تونس ليس لها تاريخ وسآتيك تباعا بموقفي من هذه الاعمال. «دار الخلاعة»: سيتكوم موضوعه قديم، تناوله السيد «حمادي الجزيري» سابقا أو قديما وكان أفضل من الآن وهذا ليس تحاملا. «نسيبتي العزيزة»: يبدو لي أن السيدة منى نورالدين، عليها أن تراجع نفسها، لأن الشخصيات المركّبة ليست سهلة وخاصة منها، تلك التي تعتمد لهجات الجهات، وسفيان الشعري لا يخرج من جلباب السبوعي. «كاستينغ»: كان من الافضل بث هذا المسلسل في الايام العادية، خارج شهر رمضان، للمراهقين قبل موعد النشرة الجهوية، لأنه موعد الذروة بالنسبة الى الشباب. «نجوم الليل»: تقنيا هو مسلسل ممتاز جدا، لكنه يتضمن رتابة في الأحداث، وأحداثه أيضا، مبالغ فيها، وكأنه مسلسل أمريكي لذلك يجب تونسته. «من أيام مليحة»: في هذا العمل هناك الحد الادنى للدراما، هو مسلسل عادي لا يقلق العائلات ويشد المشاهد لاحداثه. فنخرج من كل هذا بكون الابتسامة او الضحكة تغيب في هذا الشهر الفضيل، ورمضان بلا ضحك ك «البريكة» بلا بيضة، ما داموا يزدردون الدعم ازدرادا، فإن الحل في هذا الشهر الكريم يكون في التفرغ ل «ذاكرة الجسد» لأحلام مستغانمي على قناة أبو ظبي. ليلى الشابي: فاجأتني منى نورالدين... وريم الرياحي مثيرة... رغم كوني غائبة في أعمالنا الدرامية لهذا العام، فإنني، بعد مشاهدتها لمدّة أسبوع لم أر نفسي في أي دور من الادوار في كل هذه الاعمال، لكن أعجبني كاستينغ مسلسل «نجوم الليل» في جزئه الثاني، وأعجبني كذلك تصويره، وفي المقابل لم ينجح الكاستينغ في مسلسل «من يوميات مليحة»، إذ تلمس نجاح بعض الادوار على غرار معز التومي وسهير بن عمارة... لكن من جهة أخرى بعض الممثلين مثلوا خللا في هذا المسلسل، الذي من ميزاته أنه شد المشاهد الى أحداثه. وبالنسبة الى الأعمال الكوميدية (السيت كوم)، فإنها لم تضحكني لأنه بصراحة لا يضحكني سوى «لمين النهدي»، وبصراحة اكثر أحسن فكرة من خلال كل ما شاهدته لسلسلة «عايزة أتجوّز» لانها فكرة عصرية. كما لا يفوتني ان أقول كلمة حق في الممثلة الكبيرة منى نورالدين، فقد فاجأتني بنجاحها في دورها الجديد ب «نسيبتي العزيزة» وأعجبتني جدا شخصية ريم الرياحي في «نجوم الليل» فهذه الشخصية فعلا مثيرة.