شرع في بناء الجامع الكبير بسوسة سنة 236ه الموافق لسنة 850م بأمر من الأمير ابو العباس محمد بن الأغلب وقد استمرت اشغال البناء عاما وبضعة أشهر وقيل ان تاريخ انتهاء اشغال هذا المعلم الديني يعود الى سنة 237ه الموافق لسنة 851 ميلاديا. وقد أمر الامير الأغلبي ببناء هذا الجامع بعدما تبين له ان مسجد قصر الرباط ومسجد فتاتة لم يعودا قادرين على استيعاب كل المصلين الذين تضاعفت أعدادهم ويعتبر هذا الجامع من أجمل وأروع وأكبر المساجد العتيقة المتبقية بالبلاد التونسية. وتفيد المصادر التاريخية ان مشيده الأمير أبا العباس محمد ابن الأغلب أمر خادمه مدام بالاشراف على اشغاله وقد اختار له موقعا وسطا بين قصر الرباط ودار الصناعة حتى يكون موقعه قريبا من كل المتساكنين. مكوّناته له محراب خشبي متحرك ولا يختلف كثيرا من حيث المواد التي تؤلف الجامع اذ ان قطع الحجارة مغطاة بأشرطة مطاطية ومرصفة ترصيفا فنيا زاد في جمالية المحراب الذي يشبه محراب جامع الزيتونة المعمور بالعاصمة وهذا الجامع مربع الشكل ويتكوّن من قاعة صلاة تسبقها ساحة فسيحة محاطة بالاروقة من 3 جهات ولا توجد به مئذنة في السابق وقد كانت بأعلى سطحه قبة يؤذن منها وكانت تشرف على البحر ويصعد اليها من الصحن من ناحية الجهة الشمالية الشرقية، وهذه القبة يعود تاريخ بنائها الى القرن الحادي عشر للميلاد خلال العهد الزيري.