بناها الأمير الأغلبي أبو العباس محمد سنة 236 هجريا (850 ميلاديا) لتكون مقر الجند ولاقامة الوالي. تنتصب في الركن الجنوبي الغربي من أسوار سوسة وقد رممت عديد المرات منذ القرن التاسع الميلادي وإلى غاية الفترة المعاصرة وتبقى منارة خلف مولى الامير الأغلبي أقدم الأجزاء المبنية في الأسوار فهي متزامنة مع تاريخ بناء القصبة. وهناك في هذا البرج اوجه شبه مع منارة الجامع الكبير بالقيروان والتي يبدو كثيرا انها متأثرة به. فهو يقدم لنا مثالا على انتشار المدرسة المعمارية القيروانية بجهة الساحل. ويتكون برج خلف من طابقين يصعد إليه بمدرج مهيأ داخل الجدار العريض، أما النواة المركزية فتحتوي على 4 غرف سقوفها مختلفة الأشكال. ويعتبر هذا النمط الفريد من نوعه في المعمار الاسلامي نموذجا يحتذى به بالنسبة الى مهندسي المآذن الموحدية. وقد سمح برج خلف بمراقبة الساحل البحري لمدينة سوسة أكثر من منارة الرباط التي تقع على ارتفاع 22 مترا فوق مستوى سطح البحر في حين أن ارتفاع البرج يبلغ 77 مترا مما يجعل مدى الرؤيا تصل إلى 13 كيلومترا.