معاهدة صلح الحديبية في ذي القعدة سنة 6 هجرية نص بندها الثالث «من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه» وكل قبيلة تنضم لفريق فهي جزء منه وأي عدوان تتعرض له يعتبر عدوانا على كامل الفريق فانضمت خزاعة للرسول ے وبنو بكر لقريش فنكث قريش العهد باعتداء بني بكر على خزاعة لعداوة قديمة بينهما فسار الرسول إلى مكة في جيش قوي ليؤدب أهل مكّة رغم محاولات أبي سفيان للصلح، وتحيّل حاطب بن أبي يلتعة في كشف سر الخروج وصل الجيش من الظهران وحاصر أم القرى، فدخل بفضل الله ومعه صحبه ظافرين بلا مقاومة تذكر من المشركين. وأذّن بلال للصلاة من فوق الكعبة، فحلّ الأمن والسلم للبيت الحرام وصدق وعد الله {نريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين}(القصص آية4) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام «يا معشر قريش ما تظنّون أنّي فاعل بكم». قالوا «خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم» قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وتحاور القوم مع الرسول ومنهم هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان التي صنعت ما صنعت من أذى لحمزة، وكسّرت الأصنام وقد كسرت هند صنمها قائلة «كنّا منك في غرور» وبقي الرسول ے يرشد إلى الهدى فأمر خالد بن الوليد بكسر صنم العزّى وعمرو بن العاص بكسر صنم سواع وهو لهذيل وسعد بن زيد الأشهلي بكسر صنم مناة فكان طريق الخير مفروشا بالأشواك وعلى المصلحين اليوم أن يتحلوا بالصبر الجميل ولا ييأسوا من رحمة الله {وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} (البقرة آيات 155157) وتم الفتح في السنة الثامنة هجريا.