القدس المحتلةالقاهرة (وكالات): وعد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن «يدهش المشككين» في نجاح المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، لكنه بدأ بوضع العراقيل وبنسف أحلام المفاوض الفلسطيني حين أكد أن الترتيبات الأمنية ستكون أول قضية تطالب اسرائيل ببحثها في مسار المفاوضات واشترط أن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح والسيادة. وقال نتنياهو للصحفيين.. يمكنني أن أتفهم موقف المشككين لكننا سندهشهم شرط أن يكون شركاؤنا جدّيين حسب تعبيره مضيفا أن أي اتفاق يجب أن يقوم على ترتيبات أمنيةمرضية لاسرائيل وعلى اعتراف الفلسطينيين باسرائيل «دولة للشعب اليهودي» وعلى وضع حدّ نهائي للنزاع. شروط مجحفة ورأى نتنياهو أن مهمة التوصل الى اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني ستكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. وقال نتنياهو: «إننا نتكلم عن اتفاقية سلام بين اسرائيل من جهة ودولة فلسطينية منزوعة السلاح من جهة أخرى. وهذه الدولة إذا قُدر لها أن تنشأ في نهاية العملية التفاوضية ستعني نهاية الصراع وليس أساسا لاستمراره بوسائل أخرى. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها إن تل أبيب ستطالب ببقاء غور الأردن وقمم الجبال المطلّة عليه تحت سيطرتها لضمان مراقبة المجال الجوي الاسرائيلي والتأكد من عدم تهريب وسائل قتالية وتسلّل من وصفتهم بالمخرّبين الى أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية. وستطلب حكومة الاحتلال حسب المصادر ذاتها بأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وبأن تستخدم الوسائل القتالية التي ستحصل عليها في أعمال قوات الشرطة فقط وبأن يحظر عليها عقد اتفاقات أمنية مع أطراف أخرى دون موافقة اسرائيل. السلام.. أو الاستيطان في المقابل أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الشروط التي وضعها نتنياهو تعني أنه يحاول سلفا تقرير نتائج المفاوضات المباشرة. وقال عريقات إنّ الفلسطينيين لم يكونوا في أي وقت ضدّ المفاوضات المباشرة ولكنهم ضدّ إجراءها بينما يستمر الاستيطان الاسرائيلي. وأضاف المسؤول الفلسطيني أن على اسرائيل أن تختار بين السلام والاستيطان ولا يمكنها الجمع بين الأمرين. ورأى عريقات أن من يملك مفتاح المحادثات المباشرة هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر وقف الاستيطان وقبول المرجعيات الدولية حتى نمضي الى عملية سلام ذات مصداقية. من جانبه اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أنّ تصريحات نتنياهو التي اشترط فيها اعتراف الفلسطينيين ب «يهودية اسرائيل» دليل على عدم جديته في التفاوض مع الجانب الفلسطيني. وقال موسى إنّ هذه التصريحات تضيف شكوكا الى الشكوك الموجودة حول مدى امكانية التوصل الى أي شيء في أي مفاوضات. وأكد موسى أيضا أن الاستيطان لا يتماشى مع المفاوضات معربا عن أمله في توقف بناء المستوطنات والاجراءات التي تقوم بها اسرائيل في القدسالمحتلة.