قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس إن الفلسطينيين ربما يضطرون إلى التخلي عن هدف إقامة دولة مستقلة إذا واصلت إسرائيل التوسع في المستوطنات اليهودية ولم توقفها الولاياتالمتحدة. وأضاف عريقات في مؤتمر صحفي، إنه ربما حان الوقت للرئيس الفلسطيني محمود عباس كي «يخبر شعبه بالحقيقة، وهي أنه في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية لم يعد حل الدولتين خياراً». وكان عباس قد جعل من وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة الغربيةالمحتلة شرطاً لاستئناف محادثات إقامة الدولة الفلسطينية مع إسرائيل مستنداً إلى «خطة خارطة الطريق» للسلام التي وضعت عام 2003. وحثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي التقت بالزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين يوم السبت الماضي الرئيس عباس على التفاوض مع إسرائيل وحل مسألة الاستيطان ضمن إطار عمل المحادثات دون جدوى. وقال عريقات، إن كلينتون التي أشادت بعرض نتنياهو الحد من البناء مؤقتاً بمستوطنات الضفة الغربية ليقتصر على ثلاثة آلاف وحدة سكنية إضافية فقط تفتح الباب لمزيد من المستوطنات في العامين القادمين. وأضاف عريقات، إن البديل الذي تبقى للفلسطينيين هو «إعادة تركيز اهتمامهم على حل الدولة الواحدة حيث يستطيع المسلمون والمسيحيون واليهود أن يعيشوا كأنداد». وكانت إسرائيل قد رفضت حل دولة واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين بوصفه قنبلة سكانية موقوتة تجعل من اليهود أقلية بالبلاد. وقال عريقات، إن مفهوم نتنياهو الذي ينطوي على إقامة دولة فلسطينية ذات سلطات سيادية محدودة وموقفه المتصلب من مستقبل القدس يرقيان إلى إملاء شروط لمفاوضات السلام مقدماً. وأضاف عريقات، إن نتنياهو قال لعباس «إن القدس ستكون العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل، وأن قضية اللاجئين لن تطرح للمناقشة، وأن دولتنا ستكون منزوعة السلاح، وأن علينا الاعتراف بالدولة اليهودية، وأنها لن تكون حدود 1967 وان المجال الجوي سيكون خاضعا لسيطرته». ومضى يقول، «هذا إملاء وليس مفاوضات».