بالرغم من ركود الساحة الفنية التشكيلية في شهر رمضان وفي فصل الصيف بالتحديد الا أن الرسامة آمال زعيّم قطعت مع هذه الظاهرة وهي التي عرفها جمهور الفن التشكيلي نشيطة محبة لفنّها تطوّع كل همومها وأحزانها الى لوحة فنية تجد فيها ملاذها الوحيد... آمال زعيّم اختارت شهر القيام لتناجي الله تعالى من خلال أسمائه. 33 لوحة فنية تحمل كل واحدة منها 3 أسماء رسمت بأيادي فنانة وحملت أجمل المعاني وأرقى العبر. 33 لوحة احتضنها المركز الثقافي بئر الأحجار بالمدينة العتيقة تحت عنوان «مناجاة» ويتواصل المعرض الذي تم افتتاحه يوم 10 أوت الى غاية 10 سبتمبر 2010. عالم بهي ألوان بهية وخطوط متناسقة وحروف متشابكة عبّرت عن 33 اسما من أسماء الله الحسنى تزينت بها جدران المركز الثقافي ببئر الأحجار. فزادتها بهاءً وعطّرتها برائحتها الطيبة وألبستها حلة من الفضة والذهب من خلال تلك الألوان التي اختلطت لتعبّر عن ابداع ريشة فنانة أرادت ان تغرّد خارج السرب وان تبتدع لنفسها عالما خاصا بها فكان لها ما أرادت من خلال تلك اللوحات التي تستريح لها النفوس وتنشرح لها القلوب وتتعانق على خطوطها الارواح لتعلن عن تزهدها وتتلذذ ذاك العالم المشحون بالسكينة والهدوء بعيدا عن الحياة الدنيا وزيفها. مناجاة الله صاحبة «مناجاة» أرادت أن تبتعد عن الحياة المادية التي نعيشها والنمط القوي الذي ندور في رحاه... والكلام يعود اليها.. أمام هذا الواقع الذي أفقدني الشهية للحياة ونشاطاتها وتفاعلاتها أعملت عقلي وسافرت مع خيالي وروحي، واذا بي انعتق من المادي فألج عالما قمة في الروعة والنقاء والابداع... وتضيف الفنانة آمال زعيم «ناجيت ربّي فأحسست لذة ما بعدها لذة وسكينة لا تعادلها سكينة...وفجأة وأنا في قمة سعادتي الروحية تذكرت الريشة واللوحة ورأيتني أرسم أسماء الله الحسنى فتعاظمت نشوتي وعدت من رحلتي عازمة على مناجاة ربّي والابتهال له من خلال أسمائه...» كلمات خالجت صدرها وهي تستعد لمناجاة ربها. تبرّع هذه اللوحات سوف تتبرع بها صاحبة العمل الى جامع وأرادت ان تجتمع كلها في جامع واحد حتى لا تفترق لوحاتها على حد تعبيرها. هذا الحلم المتمثل في المساهمة في المشاريع الخيرية لطالما راودها تقول زعيّم وها هو يتحقق. آمال زعيّم تواصل العمل مع معرض جماعي ب3 أعمال «دوران الحروف»، «تعانق الحروف»، «حرفان توأمان»وسوف تشارك ايضا في معرض الفنون التشكيلية في دورته الخامسة. «ليس المهم ما يحدث لك ولكن المهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك»، هكذا ختمت الفنانة التشكيلية حديثها ل«الشروق» مؤكدة أن الظلم الذي تعرّضت له كان دافعا قويا لإفراغ شحنة الابداع في لوحاتها.