بالألوان تحترق الحروف وبرمادها غسل الماء فإنبجست من العتمة الدهماء تسبح وتطوف منتظرة خسوفا... لكي تنطق الحروف كلمات أرادتها مدخلا الى «لغة الحروف» وفضاء تغرّد فيه خارج السّرب... لتنفرد بما جادت به ريشتها... وتحلّق في عالمها الخاص... عالم من الحروف اختزل أمالها وآلامها وعبّر عن قضايا أمّة انفجرت من داخلها لتتشكّل فوق تلك الجلود وفي ذاك المعرض الذي احتضنته دار الثقافة ابن رشيق تحت عنوان «لغة الحروف» للفنانة التشكيلية أمال بن صالح الزعيّم. والذي يتواصل الى غاية 16 ماي 2010. من النار والحروق الى «لغة الحروف»... من العناء والألم الى السكينة والهدوء... رحلة مضنية على متن سفينة الابداع... فبعد تجربتها مع تطويع المواد المحترقة الى مادّة فنية تجلب الأنظار تخوض اليوم تجربة الحروف وهو مشروعها الجديد الذي تحلّق به الفنانة التشكيلية أمال زعيّم في عالم فنّي خاص بها. مضمون عميق 25 لوحة ضمّت كل الحروف الأبجدية اختلفت أشكالها وعناوينها «الحرفان التوأمان، ضريبة الحروف» واتحدت مضامينها لتدعو الى الوحدة العربية وتعبّر عن القضية الفلسطينية وأطفال الحجارة وأسطورة علّيسة... صرخة ضد العنف أرادتها أمال أن تنبع من الطبيعة فوق تلك الجلود التي اختارت لها من الألوان الأزرق لتعبّر عن صفاء السماء، والأبيض لتعلن عن السّلم، والبنّي لتعود الى الأرض والأسود لتفصح عن عمق مسؤوليتها تجاه فنّها وجذورها المتأصّلة في هذه الأرض التي تنطق العربية بحروف أبجدية. مشروع جديد أمال زعيّم وجدت ضالتها في هذه الحروف التي ابتعدت بها عمّا هو مألوف في الفن التشكيلي وهو ما دفعها الى مواصلة التجربة من خلال مشروع جديد شرعت في انجازه تحت عنوان «السلم» و«التضامن» من خلال تجميع حروف لغات العالم... ويكتمل هذا المشروع في 2011. تجربة الحروف التي بدأت أمال زعيم تخوضها قالت انها تشعرها بالراحة النفسية بعد أن عاشت تجربة الحروق والنار التي استمدّتها من تجربة عاشتها.