زين جدران بهو دار الثقافة ابن رشيق منذ يوم 24 فيفري 2011 عشرون لوحة تشكل معرض الفنانة أمال بن صالح الزعيم الذي اختارت له عنوان " عقدة الكرسي " وسيتواصل إلى غاية يوم 10 من هذا الشهر . وأمال بن صالح الزعيم التي قدمت معرضين تزامنا مع انطلاق الثورة وتواصلا بعدها تعتمد في فنها بصفة عامة على أخشاب محترقة لتعبر عن الوضعية الحالية التي مر ويمر بها المجتمع التونسي في ثورته وكأنها تحاول استشعار ما حدث ويحدث. وإذا كانت في معرضها "حرية التعبير" اعتمدت على لوحات تتكون من الحروف الأبجدية العربية التي تعتبرها نتيجة طبيعية وثمرة لهذا الاحتراق الذي قام به الشعب التونسي الوفي لقيمه، وعزته، وشرفه لان الكلمة هي أساس التعبير ولأنها ترى أن الحروف آليات وأواني لفكر الحرية والانعتاق من الذل والهوان الذي سيطر على عقول أبناء هذا الوطن خلال الفترة المنقضية من تاريخ تونس فإنها في معرضها الحالي الذي اختارت له عنوان «عقدة الكرسي» ركزت على فكرة الكرسي بمعنى السلطة التي تخلق عقدة يصعب فهمها وبالتالي فكها إلا من خلال الإطلاع على علاقة هذا الكرسي بصاحبه ونظرة المحيطين إليه .. هذه النظرة التي حولتنا إلى مجتمعات نعشق الكراسي مهما صغرت أو كبرت ونرفض التنحي عنها ونعمل جاهدين على أن لا يفرق بيننا وبينها إلا الموت و"عقدة الكرسي "حسب رأي أمال الزعيم لا يعاني منها الساسة بصفة خاصة وإنما تشمل جميع القادة في مختلف مجالات الحياة وحتى في المنظمات التطوعية كثيرا ما لا يتنازل أصحاب المناصب ويرفضون إتاحة الفرصة للآخرين للعمل والإبداع إذ يعتقدون أن في التنازل عن الكرسي تنازل عن الذات لان صاحب الكرسي في الحقيقة لا يملك في ذاته شيئا وإنما هو موجود بوجود هذا الكرسي. وتؤكد أمال من خلال فنها وما جاء في معرضها ان علاقة العربي بالكرسي مهما كان المنصب علاقة مربكة ومعقدة وتظل انعكاساتها على الرئيس والمرؤوس سلبية في اغلب الأحيان والرئيس لأي مقعد كان وحتى انتهاء صلاحياته يظل يتعامل مع المرؤوس بنوع من الغطرسة والتسييد . في حين ان الكرسي في الأساس مسؤولية و موقع خدمة لا ترؤس والابتعاد عند الفشل والإخفاق هو فضيلة الشجعان ومن يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ والتقصير هو الجدير بالقيادة أما من ينظر إلى هذا الكرسي للمصلحة أو للمكانة الاجتماعية فان تفكيره لن يتجاوز بأبعد الأحوال حدود ما يجلس عليه ." للأسف نشاط هذه الفنانة لا يقابل بالتشجيع الكافي من طرف وزارة الإشراف هذا التشجيع المادي والمعنوي الذي يدفعها وغيرها من الفنانين التشكيليين إلى الأمام لتواصل مسيرتها إذ أنها لا تحظى بزيارة لجنة الشراءات لمعارضها رغم علم الجميع بما تعانيه وما تكابده من أجل النهوض بفنها وترسيخ قدمها في عالمها هذا. ولأنها ليست الوحيدة المتضررة من توقف اللجان التابعة لوزارة الثقافة عن العمل بعد الثورة فانه لا بد من البحث عن الحل المناسب الذي يعيد الحياة للتظاهرات الفنية وللفنانين حتى يشتغلوا ويعبروا عن مواقفهم كل على طريقته .