هل استفادت تونس من ابنائها المقيمين والعاملين بالخارج أو بالأحرى هل ساهموا، كل من موقعه، في تنمية البلاد وتطوّرها ورقيّها؟ الحقيقة ان التونسيين بالخارج يحظون بعطف خاص من رئيس الدولة الذي أكرمهم بعديد الاجراءات والامتيازات داخل أرض الوطن وفي بلدان الاقامة ولا يغفل عن ذكرهم في كل خطبه وبرامجه التنموية. صحيح أن عديد التونسيين استفادوا من الامتيازات الموضوعة على ذمتهم وتمكنوا من بعث مشاريع خلقت مواطن شغل عديدة وساهموا في تحقيق الأهداف التنموية للبلاد لكن هناك آخرون بامكانهم ذلك وفضّلوا الاستثمار في بلدان أخرى رغم المردودية الهامة للمشاريع في تونس وهو ما أكّدته المنظمات والهيآت الدولية ذات المصداقية العالية. ودون رجال الأعمال وأصحاب المال ومساهمتهم في التنمية الاقتصادية الوطنية، هناك عديد الاطارات التونسية العاملة بالخارج في مواقع قرار هامة في مؤسسات ومجموعات اقتصادية والقادرة على تسويق الوجهة التونسية كأرض للاستثمار وتعريفها بما يتوفر فيها من أمن واستقرار ومن عوامل نجاح. ويبدو أن هذا الجهد مازال ضعيفا أو قابلا للتطوير والمسؤولية لا يتحملها فقط المقيمون بالخارج بل تتقاسمها معهم الادارة التي لم تبعث الى حد الآن، زمن انتشار وسائل الاعلام والاتصال الحديثة، قنوات تواصل معهم تدعوهم وتشجعهم ليكونوا أحسن سفراء لبلادهم. هذا التقصير تم تداركه مع الكفاءات العلمية والطبية التي تساهم بحضورها في الندوات والملتقيات وبإتاحة فرص التربص للطلبة الجدد والبحث عن شراكات وصيغ تعاون بين الهياكل التونسية ونظيراتها الاوروبية بالأساس. وفي الحقيقة فإن كل التونسيين بالخارج قادرون وأكاد أقول مطالبون بتشجيع اصدقائهم ومعارفهم في بلدان الاقامة على زيارة تونس والتمتع بمناطقها السياحية الجميلة ولو ينجح كل واحد منهم في اقناع ثلاثة أو أربعة من أصدقائه لأصبحت بلادنا من أكبر الوجهات السياحية في محيطها. الأفكار موجودة والنية الطيبة متوفّرة ولا تغيب الا هياكل التنسيق والمتابعة.