ود كثير من متابعي مهرجان المدينةبالقيروان لو تتم برمجة عرضه مرة ثانية في رمضان وفي ليلة القدر. فالرجل حلق بالسامعين في السماء بأناشيده وترنيماته التي جمعت بين لذة المعاني وجمال الصوت وطافت بهم طبقات السماء مع طبقات صوته التي برع في توظيفها حتى تحولت أناشيده الى موسيقى عذبة..لكن دون آلات موسيقية. لم يكن ذلك سوى عرض الإنشاد الصوفي للشيخ أحمد جلمام الذي أمن السهرة الرابعة لمهرجان مدينة عاصمة الاغالبة، في سهرة رمضانية رق نسيمها واختلط بنفحات صوت المنشد وأعضاء فرقته فتحقق الإمتاع بحسن السماع. وقد افتتح العرض ب «حزب اللطيف» الذي يفتتحه بقراءة للذكر الحكيم بصوت يحلّق بالسامعين بعيدا ومذكرا إياهم بالنقشبندي تارة وبالبراق طورا، ثمّ أنشد الشيخ بعد ذلك عديد الأناشيد والمدحيات مرورا بالموشحات الدينية والإبتهالية كموشح «أكبر في الرسول روحا تسامت» و«موشح في العجم» و«يا اله النور». وراوح بين أناشيد الشيخ، الشاعر والباحث حسين القهواجي الذي افاد الجمهور بلمحات تاريخية عن الإنشاد الصوفي وابرز أعلامه فتحدث عن ابي الحسن الشاذلي وطريقته والسيدة منوبية وكراماتها وسيدي الظريف وسيدي بن عروس وغيرهم من الأولياء فكانت سهرة تجمع بين الحسن والتذوق والطرب وشحن الإيمانيات. لقاء رمضاني والشيخ احمد جلمام هو من الأصوات المتميزة في الإنشاد الديني. نبرات صوته معروفة تجمع بين القوة والرقة والصفاء. تجربته توسعت وشارك في عدة عروض. ساهم بقسط كبير في عرض «بحور العشق» في اختتام القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. تجربته قديمة كلاسيكية حافظ عليها ونجحت رغم قدمها. أغانيه وأناشيده ورغم غياب الموسيقى فان أداءه يوفر السماع والمتعة والإيقاع. اشتهر بحزب اللطيف وبرز في الموشحات الدينية العريقة ترفع سامعها الى السماء. «الشروق» التقت بالشيخ جلمام في عرضه بمهرجان المدينةبالقيروان وأجرت معه لقاء رمضانيا تطرقت فيه الى طريقته وذكرياته وأجوائه الرمضانية. وعن الشيوخ الذين تعلم على أيديهم، اكد الشيخ انهم كثر ولهم الفضل في تربيته على الطريقة، مثل حميدة عجاج في الإيقاع ونغمة سيدي عبد السلام وتعلم على أيديهم الأغاني القديمة داعيا لهم بالرحمة. وذكر انه تعلم القرآن وتجويده وأحكامه في جامع الزيتونة على يد محمد بن ناصر وعثمان الانداري الى جانب عدة مشايخ وفي مراحل مختلفة من حياته. وذكر انه تعلم الإنشاد وحفظ القران منذ بلغ عمره 11 سنة. حضور الإنشاد الصوفي وعن حضور الإنشاد الصوفي في الساحة الفنية وافتكاكه عدة عروض في المهرجانات الصيفية والرمضانية، اكد جلمام أن الإنشاد الصوفي فرض نفسه في الساحة وخصوصا في شهر رمضان وذلك امر متوقع بالنسبة اليه لان الأنشودة الصوفية هي طريق للسلام والعالم اجمع يحب السلام حسب قوله مضيفا ان الأغنية الصوفية محبوبة ومسموعة لأنها تدعو الى التعايش في كنف الإيمانيات الطيبة والعقيدة والى الروحانيات. التخمر والتمدح بالأولياء الصالحين لم أتطرق له وهذا موضوع كبير. وانا اكتفي بالتجليات نحو الخالق والإيمانيات ومدح السيرة النبوية ورغم تتلمذي على ذكر الأولياء لكنني لم أواصل في نفس الاتجاه. أما بخصوص مشاريعه المستقبلية فذكر انه تمت دعوته رسميا من السيدة حفني مديرة الأوبيرا للوقوف على ركح دار «الأوبيرا» بمصر اين يتم الإعداد لعرض حدث، كما سيقدم عرضا للجالية التونسية بفرنسا في اطار العروض الدورية. عمرة.. وعرض العمر بعد عمل شاق في الصيف وفي رمضان يعتزم الشيخ جلمام الدخول في هدنة لأخذ قسط من الراحة وشحن نفسه قبل الدخول في عرض ضخم يهتم بالسيرة النبوية (63 سنة من حياة النبي المصطفى) وهو عرض إنشاد ديني بصدد الإعداد له ويحتاج الى وقت ويشارك في العرض بين 150 و200 فرد من المنشدين المرددين والموسيقيين وبين انه بصدد البحث عن موسيقيين يقبلون بنمط العرض. وعن اجواء شهر رمضان المبارك اكد الشيخ أنه يقضي السهرة في كنف العائلة مع والدته. أما عن افطاره فبين أن البريكة والشربة لا تغيب عن مائدته وأنه يحب التصنيف. اما بمجرد إتمام الإفطار فلا تروق له السهرة سوى مع القهوة العربي التي بفقدانها لا يشعر بالارتياح.