عرفت الحياة الحزبية مؤخرا تطورات عديدة في علاقة خاصة بالاوضاع الداخلية للاحزاب. وشهدت ثلاثة أحزاب معارضة على الاقل خلال الاسابيع القليلة الفارطة وصولا الى يوم أمس العديد من المستجدات التي تزامنت مع انعقاد الاجتماعات الدورية للمكاتب السياسية. وذكرت مصادر عديدة أن المكاتب السياسية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الوحدة الشعبية عادت للضغط بقوة من أجل استعادة صلاحياتها في القرارات وتسيير شؤون الحزب ومن ثم محاصرة النزعة في الانفراد بالرأي التي حكمت في العديد من الاحيان السادة الأمناء العامين ففي ح.د.ش أمكن للمكتب السياسي تأجيل مسألة انضمام السيد جلال الاخضر اليه الى حين انعقاد المجلس الوطني القادم هذا الانضمام الذي كان مبتغى السيد اسماعيل بولحية الأمين العام الذي أجبره المكتب السياسي على سحب بلاغ ضم الاخضر للمكتب السياسي. وئام وحركية وفي حزب الوحدة الشعبية تحقق ما يشبه الوئام بين الامين العام السيد محمد بوشيحة وبقية أعضاء المكتب السياسي، وئام جاء بنتائج ايجابية جدا حيث أعلن بوشيحة بنفسه الغاء أية خطوات للتحالف السياسي الآن مع أحزاب أخرى مؤكدا التوجه الذي يجمع عليه كافة أعضاء المكتب السياسي للحزب وهو الانكباب على الاوضاع الداخلية تنظيما للانشطة الحزبية والسياسية والفكرية واستعدادا للموسم القادم. وفي ظرف 15 يوما عقدت الوحدة الشعبية ما لا يقل عن 3 ندوات آخرها الليلة البارحة في مدينة القيروان حول القضية الفلسطينية وبحضور سفير فلسطين بتونس والى وقت قريب كانت الاوضاع شبه متفجرة داخل حزب الوحدة الشعبية وكان الامين العام للحزب محل اتهامات بالانفراد بالتسيير اليومي للحزب وعدم العودة لهياكله. عدول ومطالب في جانب آخر عدل الحزب الاجتماعي التحرري عن الانخراط في تحالف ثلاثي مع حزبي الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأصدر المكتب السياسي للحزب بلاغا في آخر اجتماع له عبر فيه عن المواقف المبدئية والثابتة للحزب الاجتماعي التحرري وعن تباينه ورفضه المطلق للمطلبية الواردة في بلاغ سابق أمضاه كل من الامناء العامين للشعبية والتحرري والديمقراطي الوحدوي. وأمكن للمكتب السياسي استعادة جزء من صلاحياته مع انتظاراته بخصوص مزيد تعزيز هذه الصلاحيات تحقيقا لعودة الحزب قويا على الساحة السياسية عبر الانشطة الفكرية والسياسية والاصدارات والمواقف والتحاليل الصائبة التي كثيرا ما تميزت بها قيادته. وقد نظم التحرري أول أمس الاربعاء ندوة في مقره المركزي حول المعارضة والاستحقاق الديمقراطي. مستجدات وانتظارات ويرى متابعون لشأن هذه الاحزاب أن جملة هذه المستجدات ايجابية جدا لأنها تدفع الى استعادة ثنايا وسبل البناء الحزبي والهيكلي الصحيح بعيدا عن كل مظاهر التوتر والصدام أو التجاذب والانفراد بالرأي والقرار. وهي مسائل مهمة تعزز قدرات البناء لدى الاحزاب. ويأمل متابعون آخرون أن تمس هذه «الرياح» وتهب في اتجاه بقية أحزاب المعارضة.