طالب الجيش الامريكي بالتحقيق مع مسؤول عراقي استولى على شحنة من اجهزة كمبيوتر بقيمة 1,9 مليون ارسلتها واشنطن الى مدارس في العراق وباعها في مزاد علني بأقل من خمسين الف دولار. ونقلت وكالة «اصوات العراق» عن الجيش الامريكي قوله في بيان له أول أمس: «ان المسؤول باع الاجهزة التي كان يجب ان تذهب الى المدارس في محافظة بابل جنوب البلاد بأقل من 50 الف دولار يوم 16 أوت في ميناء ام قصر الرئيسي في العراق». واضاف: «تأكد من خلال الوثائق التي قدمها كبار مسؤولي الجمارك العراقية أنه جرى بيع الحاويات في مزاد ، قبل ترتيب تسليمها لبابل» ، متابعا «وصلت أجهزة الكمبيوتر الى الميناء في حاويات مغلقة عليها ارقام مطابقة لتلك التي كانت على وثائق الشحن. وكان المسؤولون الامريكيون بصدد عملية تنسيق التسليم للمدارس في منطقة بابل حين تبين فقدان اجهزة الكمبيوتر.. ومن جانبه، قال مسإول الاعلام في شركة موانئ العراق بمحافظة البصرة: «ان جمارك ام قصر باعت الاجهزة وفق النظام الجمركي المعمول به، بعد مرور تسعين يوما على قدومها وعدم استلامها من اي جهة». واضاف انمار الصافي: «ان نظام بيع المواد بعد مرور فترة على عدم استلامها، يعود الى صلاحيات الجمارك وليس للميناء علاقة به». وقال صفاء الحجار، من مكتب الشؤون العامة لفرقة القوات الأمريكية: «ان قائد فرقة القوات الامريكية في جنوب العراق اللواء فينسنت بروكس قام بفتح تحقيق فوري في ملابسات الموضوع لتحديد سبب بيع الأجهزة في المزاد». يذكر ان الفساد يمثل مشكلة رئيسية للعراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. ووضع مؤشر الفساد لعام 2009 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية العراق بين أكثر دول العالم فسادا لتحتل المرتبة 176 بين 180 دولة. وتقدمت شركات استيراد الحبوب التي تستخدم ميناء ام قصر قرب مدينة البصرة المركز النفطي بجنوب العراق بشكاوى من طلب رشاوى كبيرة وسوء الخدمة وارتفاع تكاليف انهاء الاجراءات الامر الذي جعل الميناء احد أكثر الموانئ تكلفة بالنسبة الى شركات الشحن في العالم.