أكدت حركة «حماس» أن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، التي تتجه السلطة الفلسطينية الى المشاركة فيها تمثل غطاء للاحتلال لاستكمال تصفية قضية القدس، مشيرة الى أنها تستعد لمواجهة مع اسرائيل. وقال القيادي في الحركة خليل الحية خلال مهرجان نظمته «حماس» الليلة قبل الماضية في غزة ان المفاوضات أداة لحسم قضية الاستيطان وشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين. انتقادات للمفاوضات واعتبر الحية أن (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس وفريقه التفاوضي لا يمثلون الشعب الفلسطيني ولا قضاياه العادلة، مطالبا من أسماهم ب(أبناء حركة فتح الشرفاء) بالانتصار لوطنهم ونبذ طريق السلطة التفاوضي واعلاء صوتهم الرافض لبيع القضية والمقدسات. وقال الحية ان مفاوضات تصفية القضية لن تمر على شعبنا الفلسطيني، وان فريق التسوية مع الاحتلال لا يمثل الفلسطينيين ولا اللاجئين ولا القدس، محذرا المفاوضين من التنازل والتفريط في قضايا الشعب الفلسطيني المصيرية باسم الفلسطينيين. ودعا الفلسطينيين الى الثورة على من يبيع ثوابتهم وقضيتهم مجانا للاحتلال. وألمح الى تحضير حركته لمواجهة مع اسرائيل، قائلا ان «حماس» وجناحها المسلح المعروف باسم (كتائب القسام)، تجهز نفسها لمعركة الخلاص من الاحتلال وأعوانه لدحرهم من كل فلسطين دونما تراجع أو استسلام. وأضاف: «الاحتلال طارئ ولابد أن ينتهي ويدمر بنيانه»، معتبرا أن زوال الاحتلال من فلسطين رؤية وواقع نشهده ونبوءة ننتظرها حتى تحرير كامل فلسطين وعودة اللاجئين الى ديارهم وأوطانهم. ضغوط على دمشق وعشية بدء المفاوضات المباشرة أعلنت مصادر ديبلوماسية غربية في سوريا أن دمشق تلقت في الايام الاخيرة اشارات ورسائل غربية متعددة خصوصا من الولاياتالمتحدة تفيد بضرورة عدم التأثير سلبا في المفاوضات المباشرة وذلك عبر ضبط ردود فعل الفصائل الفلسطينية المعارضة لهذه المفاوضات. وقالت المصادر ان المطلوب غربيا من سوريا أن تتجه الى سلوك موقف الحياد خلال استئناف المفاوضات وعدم معارضتها أو التأثير في سياقها وافساح المجال لهذه الخطوة التفاوضية التي اعتبرت المصادر أن فشلها سيولد انعكاسات أكبر بكثير مما سببه فشل المفاوضات المماثلة لها والتي جرت في الاعوام السابقة. وأوضحت المصادر أنه طلب من دمشق التخفيف من حدة أصوات الفصائل الفلسطينية المعارضة بشدة للمفاوضات والموجودة داخل سوريا وتحديدا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» و«الجبهة الشعبية القيادة العامة» وعدم قيام هذه الفصائل بأية أعمال أو خطوات على الارض في الداخل الفلسطيني تنعكس سلبا على المفاوضات المباشرة. لكن المصادر أكدت أن دمشق لم تبد أي موافقة على هذا الطلب المتصل بالفصائل وأنها ردت بأن تلك القضية مرتبطة بالفصائل ذاتها ولا مجال للتدخل في هذا الموقف سوريا. ولم يستبعد خالد عبد المجيد أمين سر لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني أن تطلب الولاياتالمتحدة من دمشق السعي الى الحد من نشاط الفصائل الفلسطينية الرافضة للمفاوضات المباشرة وعدم التأثير عليها لكنه أكد في الوقت ذاته أن سوريا لن تقدم على هكذا خطوة وأنها لن تترك للفلسطينيين أنفسهم تقرير خياراتها السياسية وتحركاتها على الارض ازاء هذا الامر.