أبدى أهالي مدينة الكاف انشغالا كبيرا حول صحة الفنان لمين النهدي المقيم في مصحة خاصة بالعاصمة إثر الأزمة القلبية التي ألمت به مؤخرا أثناء التدريب على المسرحية الشهيرة التي كان يستعد للعودة بها للأضواء «المكي وزكية» بعد صلحه مع المؤلف والمخرج المنصف ذويب. وانتشر خبر نجاح العملية الجراحية التي أجريت على الفنان لمين النهدي بسرعة في المدينة. وتولى الأستاذ حاتم العماري والي الكاف نيابة عن أهالي الجهة ومثقفيها إرسال باقة ورد كبيرة إلى الفنان لمين النهدي، فيما كشف لنا الأستاذ الحبيب العوادي المندوب الجهوي للثقافة عن المتابعة اليومية التي يبديها مثقفو الكاف لصحة الفنان الكبير، وتساؤلهم المستمر عن آخر تطورات حالته الصحية. ويحظى الفنان لمين النهدي بحب كبير لدى سكان جهة الكاف والشمال الغربي عموما، وهو يمثل أحد أفضل المبدعين الذين عبروا عن ثقافة الجهة ونقلوا قيمها لتنتشر على المستوى الوطني. وتفخر الكاف بإنجاب العديد من الأسماء اللامعة في مجال المسرح مثل حمدة بالتيجاني الزهرة فايزة محمد بن عثمان وعيسى حراث والمنجي الورفلي وسعاد محاسن وغيرهم. ويحب أهالي الجهة في شخصية لمين النهدي نضاله الطويل لفرض شخصيته الفنية منذ «فرقة قداش» عام 1962 في إطار الكشافة التونسية وصولا إلى مرتبة أشهر نجم تونسي أو «سيد الكوميديا» في تونس، الذي يقال عنه إنه كان ولا يزال قادرا على ملء أي فضاء عرض في تونس اعتمادا على اسمه ورصيده لدى الجمهور الواسع. ولم يفقد لمين النهدي علاقته بأهله في الكاف أبدا، وظل يحافظ على عادة الزيارة والإقامة في المدينة ومجالسة أصدقاء الطفولة والشباب بدءا ببطحاء بن عيسى مرورا بسيدي بو مخلوف والحارة ثم وسط المدينة حيث لا ينسى أحدا من أصدقائه القدامى. هذا ويتابع سكان الجهة، مواطنين ومسؤولين يوميا آخر تطورات الوضع الصحي للفنان لمين النهدي، بعد أن كللت العملية الجراحية بالنجاح متمنين له أن يعود إلى سالف نشاطه الفني.