مثلت الهزيمة الثانية للنادي الإفريقي ضربة موجعة لجماهيره العريضة، خاصة وأن الفريق انحنى للمرة الثانية (في بنزرتوالقيروان) بعد ثلاث جولات فقط من انطلاق البطولة. هزيمتان وانتصار وحيد حصيلة متواضعة جدا أثارت استياء العائلة الموسعة لفريق باب الجديد لأن هذه البداية لا يمكن أن تستجيب لطموحاتهم وأحلامهم بلعب الأدوار الأولى والمراهنة على لقب البطولة. جماهير النادي الإفريقي التي تكبدت مشاق السفر إلى القيروان وحضرت إلى ملعب حمدة العواني بأعداد غفيرة رغم الصيام وحرارة الطقس عبرت عن عدم رضاها لمردود اللاعبين واتهمتهم بالتقصير، واحتجت بشدة على المدرب الفرنسي «فرنسوا براتشي» الذي كان محل انتقاد لاذع بسبب اختياراته الفنية والتكتيكية وعدم تعويله على أفضل اللاعبين من حيث المردود والجاهزية. «الشروق» اتصلت عقب نهاية لقاء الشبيبة والنادي الإفريقي بالمدرب الفرنسي «فرنسوا براتشي» وطرحنا عليه تساؤلات بعض جماهير الأحمر والأبيض التي كانت في قمة الغضب بسبب الهزيمة والمردود المتواضع للفريق، فاستجاب وقدم هذه التوضيحات حسب وجهة نظره كمسؤول فني أول على الفريق : سيد «براتشي» قبل الغوص في الأمور الفنية والتكتيكية والإجابة عن استفسارات أحباء الإفريقي حول أداء الفريق... ماذا يمكن أن نعرف عن الأشياء التي شجعتك على التعاقد مع الإفريقي هذا الموسم..؟ أعرف جيدا النادي الإفريقي كأحد أعرق الفرق التونسية، حيث أشرف على تدريبه عديد الفنيين الفرنسيين، كما أن تجربتي في الجزائر وخاصة عند اشرافي على فريق المولدية جعلتني أسمع الكثير عن الكرة التونسية... مسؤولو الإفريقي اتصلوا بي للإشراف على حظوظ الفريق وبعد المفاوضات والإتفاق حول الأهداف المرسومة أمضيت العقد وباشرت مهامي على رأس الفريق. ألم يؤثر عدم اشرافك على بداية التحضيرات على نتائج الفريق الآن وهو الذي لم يحصد سوى 3 نقاط من 9؟ المدرب المساعد عادل السليمي وبقية تركيبة الجهاز الفني أشرفوا على بداية التحضيرات وقاموا بالواجب وزيادة، ولا أحد يمكن أن يشكك في كفاءته وقد أتممت العمل المدروس الذي انطلقوا فيه وخضنا عديد اللقاءات الودية وقمنا باختبار عديد اللاعبين، وحرصنا على أن تكون الانتدابات موجهة حسب النقائص الموجودة وحاجيات الفريق في جميع المراكز وعلى مستوى الخطوط الثلاثة. طعمتم المجموعة بانتدابات جديدة... صراحة هل كان السيد «براتشي» صاحب القرار الأول والأخير في هذه التعزيزات؟.. أي هل تتحملون كامل المسؤولية في هذه الانتدابات الجديدة...؟ نعم أعلمت هيئة السيد شريف بالأمين بحاجيات الفريق من الانتدابات وأتحمل مسؤولية في البعض منها وليس كلها.. لكن بعض الأحباء يحملونك المسؤولية لأن الانتدابات الجديدة لم تقدم الإضافة المطلوبة داخل الفريق، وأنت تقول أن الانتدابات كانت موجهة حسب حاجيات النادي..؟ المنتدب الجديد في حاجة للوقت ليتأقلم وينسجم مع المجموعة، وأنا متأكد أن الأسماء الجديدة ستبرهن عن حقيقة إمكاناتها في قادم الجولات... لابد من الصبر والعمل أكثر، والنتائج الإيجابية ستأتي.. هذا مؤكد... لكن باستثناء الثنائي خالد الزعيري والإيفواري «هرفي كامبو» فإن تشكيلة الإفريقي هي نفسها.. فهل يمكن أن يؤثر إقحام لاعبين جدد على مردود الفريق ولحمته..؟ لاعبان أو ثلاثة حيث لا تنسى الحارس سامي النفزي يمكن أن يؤثروا على عامل الانسجام داخل الفريق.. دعنا من هذه النقطة ولنمر إلى الحديث عن مسائل أخرى يمكن أن تكون مؤثرة على مردود اللاعبين مثل توقيت المباريات وحرارة الطقس، كما أن بعض اللاعبين مازالوا لم يسترجعوا الفورمة وقد يكون ذلك لأسباب نفسانية أو أمور أخرى.. لا أدري. سيد «براتشي» صراحة من يتحمل مسؤولية العثرة الثانية للفريق في ظرف ثلاث جولات فقط من انطلاق البطولة..؟ قلت المسألة مسألة وقت... لأنه من غير المعقول الحكم على أداء الفرق بعد ثلاث جولات فقط... صحيح أن فريقا مثل النادي الإفريقي قدره لعب الأدوار الأولى والمنافسة على الألقاب ويمكن لأي عثرة أن تثير غضب جماهيره نحن نتفهم هذا... وسنعمل على تلافي وتدارك النقائص قريبا من خلال حسن استغلال فترة توقف نشاط البطولة.. لكنك في الندوة الصحفية بعد مباراة الشبيبة توجهت باللوم للاعبين، وقلت بأن هذه العقلية الانهزامية وغياب الروح الانتصارية لا يمكن للإفريقي أن يطمح للعب الأدوار الأولى ورفع الألقاب... أليس كذلك؟ بطبيعة الحال.. بعض اللاعبين كانوا خارج الموضوع، وقد أثر مردودهم على الفريق مما جعلني أقوم بعديد التغييرات حتى على مستوى مراكز اللاعبين، لكن التسرع وعدم التركيز جعلا الإفريقي يعجز حتى على التعديل وينقاد إلى الهزيمة... صراحة.. لم أر سوى أشباح لاعبي الإفريقي... وأعيدها مرة أخرى ليس بهذا المردود يمكن للإفريقي أن ينافس على الألقاب... أتحمل المسؤولية كما أن اللاعبين يتحملون المسؤولية أيضا... ولابد من التعديل والإصلاح حتى يظهر الفريق في ثوب أفضل في قادم الجولات. لكن الأحباء ينتقدونك بشدة بسبب اختياراتك الفنية والتكتيكية الخاطئة في المباريات الثلاثة أي حتى في اللقاء الذي فزت فيه أمام مستقبل قابس..؟ أنت قلت اختيارات فنية... هذا واضح.. عولت على العناصر الأكثر جاهزية وانسجاما... كما شركنا كل اللاعبين تقريبا في اللقاءات الثلاثة... نحاول في كل مرة إيجاد الحلول حتى يظهر الفريق بوجه أفضل... لعبنا بخطط هجومية في جميع المباريات... دافعنا عن حظوظنا.. نعم أخطأنا... لذلك انهزمنا وكرة القدم فيها الهزيمة والتعادل والانتصار. لكنك عولت على الأجنبي الإيفواري «هرفي كامبو» ووسام يحيى في خط الوسط وهما تنقصهما الجاهزية وهو ما جعل الإفريقي يخسر حركة الوسط أمام الشبيبة.. فلماذا لم تعول على حلمي حمام وكريم العواضي وأسامة السلامي مكان المليتي، وهم الذين تألقوا وسجلوا أهداف الإفريقي أمام النادي البنزرتي ومستقبل قابس..؟ ليس بالضرورة المحافظة على نفس التشكيلة في كل مباراة.. هنالك اختيارات فنية وتكتيكية حسب المنافس وطريقة لعبه وأسلوبه التكتيكي ونقاط قوته وضعفه.. نحن نشجع اللاعبين على التهديف.. ولكن ليس كل لاعب يسجل يجب أن يكون أساسيا.. هنالك خطة لتحقيق الفوز، والفريق ككل يسعى لتحقيق هذا الهدف.. وحتى اللاعب الذي يشارك لمدة دقيقة في المباراة فإنه يكون قد قام بدوره وساهم في النتيجة الحاصلة.. جماهير الإفريقي غاضبة وتتوجه لك باللوم.. لأنك واصلت التعويل على لاعبين قاموا بأخطاء فردية فادحة في أول جولتين وخاصة المدافع بلال العيفة؟ الأخطاء الفردية داخلة في اللعبة فمثلما تخطئ فإن المنافس يخطئ أيضا وكرة القدم أخطاء.. والذي يستغل هذه الأخطاء هو الذي يفوز لماذا التركيز على بلال العيفة؟ فكل اللاعبين قاموا بأخطاء من حارس المرمى إلى قلب الهجوم.. وإذا كنا سنشدد المحاسبة على كل لاعب في كل مباراة فإننا سوف لن نجد تشكيلة يوم الأحد.. هذا لا يعني أننا كإطار فني نغض الطرف عن أخطاء اللاعبين ولكن لنا طريقة في الإصلاح ولفت نظر اللاعب إلى ما يقوم به من أخطاء سواء فردية أو جماعية. الهجوم كان عاجزا عن الرد في القيروان... ألا تعتقد أن الإفريقي يعاني في مستوى الخط الأمامي رغم وجود مجموعة كبيرة من المهاجمين على غرار : يوسف المويهبي وأمير العكروت وزهير الذوادي وحمزة المسعدي والمالي «محمد تراوري» والمنتدب الجديد المهاجم الزمبابوي «مالا جيلا». نعم النادي الإفريقي يملك مجموعة طيبة من المهاجمين وله الاكتفاء الذاتي على مستوى الخط الأمامي، وبالرغم من أن فريق باب الجديد وجد مشاكل في الجولات الأولى على مستوى التهديف، ففي اعتقادي ستتحسن الأمور في قادم الجولات لأن المجموعة الموجودة طيبة وبمزيد العمل والتركيز والانسجام سيكون المردود أفضل.. لا أحد يمكن أن يشكك في قيمة اللاعبين الموجودين لكن المطلوب منهم مزيد الإنضباط والجدية. تحدثت عن الإنضباط.. فهل هنالك مشاكل من هذه الناحية في الفريق؟. النتائج الحاصلة لا علاقة لها بالانضباط.. ليس لنا في الفريق مشاكل من هذه الناحية.. لا يجب أن نخلط بين الأمور.. نحن لا نساوم في مسألة فرض الإرادة مهما كان اسم اللاعب ومكانته في الفريق. هزيمتان وانتصار في 3 جولات... هل تعرف أن الإفريقي لم يسجل مثل هذه النتيجة منذ مواسم.. وهو ما قد يعجل برحيلك بسبب هذه النتيجة المخيبة للآمال بالنسبة لجماهير الإفريقي..؟ قلت أتحمل المسؤولية من الناحية الفنية لأني المسؤول الأول عن نتائج الفريق... ونحن أمام فرصة توقف نشاط البطولة لإصلاح أخطائنا ومراجعة النقائص التي لاحت في الفريق... من حق جماهير الإفريقي أن تغضب وأنا بدوري لست سعيدا بما قدمه أبنائي.. وبتظافر جهود جميع الأطراف سنعمل على تجاوز الإخلالات الموجودة لتأمين مسيرة أفضل للفريق بما يتماشى وطموحات جماهير الإفريقي. بعد أن هم بالمغادرة للمرة الثالثة سيد «براتشي» من فضلك.. ألم تؤثر عملية التسمم على تركيز اللاعبين واستعداداتهم لمباراة الشبيبة...؟ لقد تدخل الإطار الطبي في الإبان وانتهى المشكل... ولا أعتقد أن المردود السلبي لبعض اللاعبين له علاقة بعملية التسمم التي جرت. وبخصوص فسخ عقد المدافع محمد البشطبجي.. هل كان لك رأي في الموضوع..؟ هذه المسألة يمكن أن يجيبك عنها أحد المسؤولين.. لأن الموضوع يتجاوزني، حيث لم يكن لي رأي بخصوص مغادرة هذا اللاعب للفريق. لنختم سيد «براتشي».. ماذا تقول لجماهير الإفريقي الغاضبة..؟ أحباء النادي الإفريقي يعرفون حقيقة ما نملك من لاعبين.. ومدى قدرتهم على الذهاب بعيدا ولعب الأدوار الأولى في سباق البطولة والكأس وبعيدا عن الضغوطات والإنتقادات اللاذعة لأننا مازلنا في بداية مشوار البطولة يجب الإلتفاف أكثر حول الفريق والرفع من معنويات اللاعبين... وبالصبر والعمل والثقة المتبادلة والتشجيع سيكون الإفريقي في أحسن حالاته هذا الموسم.