اهتزّت مدينة هرقلة من ولاية سوسة ,عشيّة أول أمس, على وقع جريمة قتل ذهب ضحيّتها كهل «44 سنة» بعد خلاف حصل له مع أحد أجواره (37 سنة) انتهى بطعنة تلقّاها المجني عليه بظهره تسبّبت في موته قبل وصوله الى المستشفى. وتفيد تفاصيل الواقعة التي رواها ل«الشروق» أحد شهود العيان والذي خيّر عدم ذكر اسمه أن الضحيّة وهو أصيل مدينة جندوبة كان يعمل باحدى البلدان الأوروبية واستقرّبه الحال بمدينة هرقلة بعد عودته النهائية للعمل بها في مجال الأعمال الحرّة, وكان يملك سيّارة من نوع «قولف» تسبّبت له في العديد من المرّات في حصول خلافات بينه و بين أحد أجواره وأساس هذه الخلافات هو مكان ارساء المشبوه فيه لسيّارته, حيث كان الضحيّة يجد دائما صعوبات عند محاولته اخراج أو ارساء سيارته بمستودع العمارة التي يقطن بها بسبب وجود سيّارة جاره (المشبوه فيه) أمام باب مستودعه. وجاء على لسان شاهد العيان أن يوم الواقعة (عشيّة أول أمس عند السّاعة الرابعة بعد الزوال), انتبه المشبوه فيه (ح) الى صياح جاره و معاتبته له بسبب وجود سيّارته أمام باب المستودع,وبحكم تعوّدهما على الخصام المتواصل عند مثل هذه الحالات, تسلّح بسكيّن من مطبخه ونزل لترهيب جاره الذي يتمتّع ببنية جسديّة هامّة، وبحكم عامل الحرارة والصيام تشنّجت الأعصاب وغاب العقل عند الجارين ممّا جعل المشبوه فيه يصبّ جام غضبه على جاره (ف) ويطعنه بالسكين في ظهره ليسقط هذا الأخير يتخبّط في دمائه أمام بهتة المشبوه فيه ,الذي بقي متسمّرا في مكانه. ورغم محاولة اسعاف المجني عليه و حمله الى المستشفى الا أنه لفظ أنفاسه قبل وصوله اليه بسبب الطعنة التي تلقّاها بظهره والتي اخترقت جزءا من رئته. هذا وقد علمنا أن المجني عليه أصيل مدينة صفاقس متزوج وله أبناء وكان قد خيّر هو أيضا الاستقرار بمدينة هرقلة للعمل بأحدى الشركات المنتصبة هناك و التي تعنى بتربية الأسماك, وقد تمكّن أعوان الشرطة العدلية بمنطقة حمّام سوسة من إيقاف المشبوه فيه الذي اعترف لباحث البداية بجميع أطوار الجريمة و شخّصها له عشيّة أمس. والجدير بالذكر أن شاهد العيان روى ل «الشروق» تفاصيل حادثة أخرى حصلت للمشبوه فيه عشية الجمعة الفارط وكان قد تابع تفاصيلها ووقف على أمر يعتقد أنه سبب في حصول جريمة أول أمس ,حيث أفادنا هذا الشاهد بانه تابع عمليّة اعتداء بالضرب تعرّض لها المشبوه فيه في قضية الحال على يد أحد أعزّ أصدقائه بسبب قطعة الكترونيّة «فلاش ديسك».. و بعد حصول الاعتداء بقي «المشبوه فيه» في حالة غير عاديّة, حيث شاهده محدّثنا في عديد المرّات وهو يمشي في الشّارع ويحدّث نفسه بصوت عال متسائلا عن سبب ضرب صديقه له, وقد أكّد محدّثنا أن حالة المشبوه فيه في جريمة أول أمس لم تكن عادية منذ تعرضه لحادثة الجمعة الفارط. هذا ويواصل أعوان الشرطة العدلية بمنطقة حمام سوسة أبحاثهم في الموضوع قبل إحالة المشبوه فيه على العدالة.