لا شك أن رمضان زمان يختلف عن رمضان اليوم في مدينة طبرقة وخاصة في فصل الصيف فمما يرويه كبار الجهة ومنهم سي أحمد معلّى متقاعد (75 سنة) أو سي بوبكر (80 سنة) أن رمضان في الصيف منذ سنوات خلت بمدينة طبرقة له نكهة تختلف تماما عما هو عليه اليوم يقول كنّا نترقب موعد الافطار الذي يحين على صوت المدفع الذي افتقدناه اليوم. إذ تعد مختلف العائلات المتواجدة بالمدينة أكلات الافطار التي تتكوّن أساسا من شربة الشعير شربة القمح، كسكسي، وخبز الطابونة والخبز الرقيق وتجلس العائلة على حصير واحد على شاطئ البحر وتراها تترقب «ضربة» طلقة المدفع لتعلو معها فرحة الصائمين مقترنة بفرحة صغارنا، وطبعا يسرد محدّثنا أن الخير كان «بزايد» وخاصة السمك بما أن طبرقة مدينة ساحلية فينطلق الشواء لأنواع مختلفة من السمك من طرف النساء الكبيرات في السن لأنهن يجدن طهيه حتى يخيّل للزائر أن موائد افطارنا موائد أعراس، وتستمرّ سهريتنا حتى موعد السحور بحكاياتنا عن طرائف الاجداد. وقطع دابر المشاكل التي تحدث يوم الصيام بين العائلات ليضيف أن الشاطئ هو مكان للتعارف فكم من زيجة كتب لها أن تتواصل وتكوّن أسرة من افطار رمضان على شاطئ طبرقة.