رمضان شهر البركة والخير يحلو فيه السهر حتى موعد السحور فهو شهر التضامن والتآخي وشهر ما تشتهيه البطون والعيون من شهوات رمضانية من مأكولات وحلويات وهو في عاداته يختلف في المدينة عنه في الريف فماذا تغيّر في ريف معتمدية بومرداس (المهدية) من عادات الشهر الكريم. حدثنا شيخ قاطن بإحدى المناطق الريفية بالمعتمدية عن العادات الرمضانية في السنوات الخوالي وما تغيّر منها اليوم فقال: في السنوات الغابرة من كان يمتلك مذياعا كان يُعتبر من الأغنياء وعند اقتراب موعد شهر الصيام كنا نعتمد على الرؤية لكن رغم ذلك كان يقع تكليف أحدنا بالتحول إلى إحدى القرى المجاورة ليستقصي أخبار حلول شهر رمضان ويتكبّد في ذلك مشقة إذ عليه قطع مسافات ليعود إلينا في ساعة متأخرة بالخبر اليقين. أما عند الإفطار فإننا نعتمد على وميض مدفع الإفطار من موقع القرى المجاورة وكان البعض منا يقف فوق المرتفعات أو سطوح المنازل للتأكد من مشاهدة الوميض ثم يقع الإعلان عن ذلك بواسطة القرع على سطل من الحديد أو ما شابه ذلك إفطارنا وسحورنا كانا يتكونان من «تشيش الشعير» وخبز الطابونة والملثوث والحليب. أما اللحم فكنا نذبح خروفا ونتقاسم لحمه بيننا حسب نوعية قطع ا للحم فلا ميزان ولا رطل ولا كيلو... والسهرات العائلية كنا نقضيها ونحن نتحدث عن بطولات أبي زيد الهلالي وغيره وصلاة التراويح كنا نؤديها على ضوء القمر أو على نور مصباح نفطي أما الشبان فيسهرون في الحوانيت يتعاطون الألعاب الورقية (شكبة روندة بليڤُو...) وفي النهار يرافق البعض منا حيواناته إلى المرعى وفي المساء نلتقي لتمضية الوقت في لعب «الخربڤة» في انتظار موعد الإفطار. وأضاف محدثنا الآن تغيّر كل شيء في أريافنا بصفة عامة فالتطور باد للعيان من خلال انتشار النور الكهربائي ومياه الشرب والطرقات المعبدة والمساجد والجوامع ووسائل النقل ووسائل الإعلام كما تطورت الأكلات (بريك طاجين حلويات كريمة إلخ..).