سبيطلة من خلال الدورة الجديدة لمهرجان المدينة الذي تنظمه اللجنة الثقافية المحلية ودار الثقافة بالمدينة. أياما بعد اختتام مهرجان العبادلة الصيفي، عادت أجواء السهرات الفنية الى مدينة في هذا الاطار كان لجمهور المهرجان موعد مع سهرة فنية استثنائية مع المطرب نور الدين الباجي الذي أطرب أيضا بتواضعه ورفعة أخلاقه قبل أن يتسلّم المصدح ويرتحل بالحضور الى عوالم الطرب الأصيل مستهلا السهرة بباقة من الأغاني التونسية ثم أنعش جمهوره بروائع محمد عبد الوهاب الى أن كانت الفرجة وكان الانتشاء مع أناشيد الحضرة التي أداها نور الدين الباجي دون مصاحبة موسيقية بل وطلب من الجمهور أن يؤمّن له الايقاع بالتصفيق فتحول الحضور الى عناصر فاعلة في العرض وقاد المطرب هذا الكورال الضخم بكل حرفية فكان الانسجام والمتعة وانتشى الفنان والجمهور معا خاصة مع انتظام العرض في فضاء العروض بالمنتزه السياحي وهو مكان خلاب أضفى على السهرة رونقا خصوصيا. ونحن نواكب هذا العرض استحضرنا فلسفة الجزيري في حضرته الجديدة التي خرج منها الجمهور مكسور الخاطر بعد صراع مرير مع فرجة فاشلة بكل المقاييس رغم أن ما أنفق عليها يؤمن ميزانية مهرجان المدينةبسبيطلة طيلة عقدين من الزمن، فالانشاد الصوفي أو الحضرة التي لا تلامس وجدان الحضور من المستحسن أن نطلق عليها اسما آخر وما نجح فيه نور الدين الباجي في سهرة سبيطلة هو جوهر العرض الصوفي وهو ما فشل فيه الجزيري وقبله العقربي رغم التخمة التمويلية، فصوت نور الدين الباجي وحده أنسانا جحافل الكومبارس والسينوغرافيا المسقطة والإيقاعات الهجينة التي جعلتنا نتفاعل مع العروض الصوفية الباكستانية والكازاخستانية أكثر مما نتفاعل مع حضرة قوامها الجاز والروك ولم يبق إلا أن نتغنى فيها بالولي الصالح «سيدي كوجاك». نذكر أن مهرجان المدينةبسبيطلة أعدّ عروضا أخرى لدورته الجديدة منها سهرة مع المطرب حسن الدهماني وسهرة الكوميديا مع المقلد عبد القادر محمودي وأمسية شعرية وعروضا سينمائية بدار الثقافة وعرضا محليا للأغاني الصوفية اعتمد فيه على أناشيد روحية من تراث الجهة، كما حافظ المهرجان على تقليد نبيل يتمثل في حفل ختان جماعي لعشرات من أطفال العائلات المعوزة.