جمهور مهرجان العبادلة الأثري بسبيطلة كان له موعد في سهرة الأحد 19 جويلية مع سهرة فنية أحيتها المطربة صوفية صادق التي وإن غابت عن المهرجانات الكبرى هذه السنة فإنها تسجل حضورها داخل الجمهورية وذلك بفضل شعبيتها داخل البلاد وهو ما يحسده عليها عديد الفنانين الذين ما إن يغيبوا عن قرطاج والحمامات وبنزرت حتى يندثروا وينضموا إلى صفوف المحللين. بعد العاشرة مساء بقليل أطلت صوفية على جمهور مهرجان العبادلة بأناقتها المعهودة لتؤثث كافة فترات حفلها بأغنيات تونسية راوحت فيها بين قديمها وجديدها دون الالتجاء إلى أغان مصرية ولبنانية لتكون بداية السهرة تونسية روحا ودما. واختارت صوفية مجموعة من الأغاني مثل «نموت عليك» التي بدأت بها السهرة و«تحلى الليالي» و«خدعونا» إضافة إلى أغنية جديدة هي «حرام عليك» قبل أن تستحضر أغنيات قديمة طبعت بدايات صوفية في الثمانينات من قبيل «ضيعت العمر» و«من الغربة ملينا»، «يا ليل يا ما سهرت». كما اقترحت الفنانة صوفية على جمهورها مجموعة من الأغاني الإيقاعية الشعبية مثل «هاكدللي» للهادي حبوبة فضلا عن أغان من العتيق مثل «بالله يا حمد يا خويا» و«أليف يا سلطاني»... ورغم تعب هذه الفنانة إلا أنها أبت إلا أن تكمل سهرتها حتى النهاية وإذا لزم الأمر الجلوس على كرسي وكان ذلك أثناء أدائها للكلثوميات شادية بمقاطع من رائعة «الحب كله» ومقاطع من أغنية «حب إيه». الجمهور الذي حضر بأعداد محترمة تفاعل منذ البداية مع الأغاني فرقص على الإيقاعات التونسية حينا وردّد مع صوفية مقاطع من بعضها حينا آخر وطرب حتى الانتشاء بفقرة الكلثوميات حتى أن بعض المسؤولين تمايلوا بدورهم وغنوا «للست» في فقرة أصبحت تقليدا راسخا في سهرات صوفية بل ومطلبا كثيرا ما نادى به الجمهور كلما تأخرت صوفية في تحقيقه. أعضاء فرقة صوفية أبدوا إعجابهم الكبير بمسرح سبيطلة الأثري، وقال بعضهم «أين كانت تختفي هذه التحفة» في إشارة إلى عدم معرفة عديد الفنانين بوجود مسرح مماثل في سبيطلة. مهرجان العبادلة الأثري بسبيطلة كان قد افتتح مساء السبت 18 جويلية بعرض فرجوي في كوريغرافيا للفنانة أحلام غيلان وإخراج للجيلاني الماجري وقد أشرف على حفل الافتتاح السيد حسن الآجري والي القصرين.