سعت إذاعة تطاوين لاثراء برمجة شهر رمضان المعظم بعدة أعمال درامية منتجة محليا وتهدف الى تحقيق جملة من الغايات والأهداف من أبرزها تفتحها على مبدعي الجهة وتمكينهم من فضاء للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم. وهذا الانفتاح مكن إذاعة تطاوين من تنويع الاشكال الدرامية المستعملة فبعضها في شكل ثنائيات فكاهية على غرار السلسلة الفكاهية «وين ماشين» والتي سلطت الأضواء بأسلوب نقدي ساخر على جملة ظواهر وسلوكات اجتماعية تميز التونسي في علاقته بشهر رمضان والبعض الآخر في شكل حكايات شعبية: «نحكيلكم يا صايمين» من اعداد الجنيدي الجامعي والذي قدم مجموعة من الحكايات والصيغ الشعبية التي حفظتها الذاكرة ورواها في قالب إذاعي واقترب خلالها من شكل الفداوي ولونها بطابع الراوي بما امتلكه من مواهب أغرى بها مستمعيه وشوقهم لكل حكاياته بأسلوب لا يمل البعض الآخر من هذه البرامج الطريفة كان قائما على الارتجال الاذاعي: ففي «سامحني» الذي يعده علي بوصفة وبشير بوجدادة تم اعتماد المزج بين نمطين هي المصدح الخفي والارتجال الاذاعي لاستخراج مادة إذاعية طريفة رافقت الصائمين قبل الافطار والبعض الآخر في شكل سلسلة فكاهية «قيد على رمضان» من إعداد الثنائي علي قياد والهادي الحداد وهي مجموعة من المواقف النقدية الهزلية القائمة على كوميدياالشخصيات الطريقة في معالجتها لوضعيات اجتماعية خصوصية بالجنوب الشرقي وفي مجال الدراما أنتجت اذاعة تطاوين مسلسلا بثلاثين حلقة بعنوان «الوكر» من اخراج الهادي نني ومدته 15دقيقة وعالج خلاله ظاهرة تاريخية حضارية قامت على العلاقة مع الماء باعتباره محرك بالأحداث في التحولات الاجتماعية للجماعات المحلية ومن خلال كل هذه الفضاءات نجحت إذاعة تطاوين في حث مستمعيها على ترشيد الاستهلاك ونبذ السلوكات السلبية المقترنة بهذا الشهر كالتهافت على التبذير.