شهر رمضان بنكهته الخاصة التي تجمع بين الصفاء الروحاني والمتعة الحسية.. بما فيه من إبداع يقطع مع السائد هو أيضا شهر المواقف الساخرة والشخصيات الطريفة التي لازالت راسخة في الذاكرة. في هذه الورقة وقفة مع البعض من أشهر الشخصيات الطريفة التي رسخت في الذاكرة. الحاج كلوف واحدة من أشهر الشخصيات التي كان لها حضور كبير في المشهد السمعي في شهر رمضان.. مع هذه الشخصية عاش الصائم واستمتع بمواقف طريفة و«مقالب» زرع القهقهات..شخصية تداول على تجسيدها مجموعة من رواد التمثيل في الاذاعة والتلفزة على غرار الراحل البشير الرحال ثم صالح المهدي (وهو ليس صالح المهدي الموسيقي الكبير المعروف) وامحمد الأكحل. ونستحضر مع الحاج كلوف صديقه الحطاب (جسّد هذه الشخصية الراحل محمد بن علي). بداية سلسلة «الحاج كلوف» كانت في الاذاعة قبل أن تأخذ طريقها الى التلفزيون وفي سهرات رمضان هذا علام سنجدّد العهد ونستعيد ذكريات مع هذه الشخصية الطريفة. «شناب» بعد صلاح الدين البلهوان أحد أبرز مؤلفي الدارجة الاذاعية بجانبيها التراجيدي والكوميدي فهذا المؤلف استنبط لنا أواخر ثمانينات القرن الماضي شخصية طريفة صاحبت المستمعين على موجات الاذاعة الوطنية في رمضانات عديدة إن صحّ التعبير.. هي شخصية «شناب» التي جسّدها بحرفية وإتقان الممثل الراحل عز الدين بريكة.. شخصية طريفة، تلقائية في تصرّفاتها الى حدّ الغباء أعطاها الراحل عز الدين بريكة من مهجته الكثير لترسخ في الذاكرة الى حدّ اليوم. كمّوشة من يقول كموشة يقول حتما الممثل الراحل عبد السلام البش الذي جسّد أيضا دورا طريفا من خلال تقمّصه دور امرأة في «عمتي عيشة راجل». وكموشة من الشخصيات الهزلية التي كانت لها بصمتها الطريفة في شهر رمضان المعظّم.. ولا غرابة أن يتقرّر نفض الغبار عن هذه الشخصية في رمضان هذا العام من خلال «ذاكرة رمضان» البرنامج التلفزي الذي يستعيد ذكريات من زمن رمضاني جميل. «العاتي» في بداية تسعينات العام الماضي.. أطلّ علينا الممثل حسين المحنوش بشخصية غلب عليها جانب الطرافة رغم الصبغة شبه التراجيدية لمسلسل «الدوّار».. شخصية العاتي رغم ما تحمله بداخلها من بعض بذور الشرّ والبحث عن المصلحة الشخصية فإن ذلك لم يطمس بعض الطرافة في سلوكها وعلاقتها بمحيطها.. ليبقى «الدوّار» أحد أفضل الانتاجات الدرامية التلفزيونية في شهر رمضان. سطيّش شخصية ابتكرها الكاتب علي اللواتي في «الخطّاب على الباب» الى جانب «نعيمة الكحلة».. هذه الشخصية كانت وراء شهرة فيصل بالزين لتتجه إليه الأنظار بشكل كبير حيث أصبح من الوجوه المألوفة في الدراما التونسية. تحيفة من أشهر الشخصيات الطريفة المعاصرة إن صحّ التعبير، أعطاها الممثل عبد الحميد قياس من جهده الكثير. وأضاف الى طرافتها وظرفها مواقف وسلوكات هزلية لقد جعل عبد الحميد قياس من «تحيفة» شخصية طريفة وظريفة محبّبة الى النفوس لا مجال لنسيانها أو تناسيها.