قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشقّ تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة )أخرجه مسلم / حديث صحيح في هذا الحديث الشريف يحثّ النبي صلى الله عليه وسلم الناس على اتقاء النار في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون, ولا جاه ولا سلطان ولا حسب ولا نسب, يوم يقف الإنسان أمام ربّه ليحاسبه على أعماله في الدنيا, واتقاء النار يكون بالصدقات وفعل الخيرات وإطعام الجائعين وإعانة المساكين وإغاثة الملهوفين وتفريج كرب المكروبين ,قال عليه الصلاة والسلام : (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ) أخرجه مسلم والمسلمون يعيشون العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي يتنافس فيه المتنافسون, ويتسابق الخيرون للتقرب إلى ربهم جل جلاله بأنواع الطاعات والقربات، ما بين صيامٍ وقرآن وقيامٍ ودعاء وتضرعٍ ونفقة وصدقة وتفطير للصائمين، وغير ذلك من أنواع البر وإن من أعظم أنواع البر في هذا الشهر المبارك التقرب إلى الله عز وجل بإخراج المال طمعا في ثوابه لأن الإنفاق في وجوه الخير سبب لدخول الجنة قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ .آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ.وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(الذاريات من 15/19). فالصدقة تطفئ غضب الربّّ كما يطفئ الماء النار، والصدقةُ أجرها مضاعف وثوابها عظيم خاصة في هذه الأيام المباركة من رمضان . قد يقول قائل: أنا لا أملك إلا ما أقتات أنا وأهلي وعيالي فكيف أتصدق لأنال الأجر؟، نقول له ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبق درهم مائة ألف درهم) ، قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (رجل عنده درهمان فتصدق بأحدهما، فقد تصدق بنصف ماله، ورجل عنده مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألفٍ فأنفقها في سبيل الله). فربّّ عمل قليل تكثره النية، قد تتصدق بدينار وأنت فقير فيقيك الله به حر النار كما ورد في الحديث السابق، دينار واحد تتقرب به إلى الله عز وجل، ترجو ثوابه وتخاف عقابه، تنفقه في سبيل الله، تطعم به جائعا، تهديه إلى مسكين، تدخل به السرور على مسلمٍ، هو عند الله عزّ وجلّ بميزانٍ عظيم. فبادروا أيها المسلمون واغتنموا هذه الأوقات الشريفة من هذا الشهر بتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين وأخرجوا الصدقات من أموالكم وابذلوها في سبيل الله فإنه والله لا ينفعكم من أموالكم إلا ما تصدقتم بها فهي التي ترفعكم عند الله درجاتٍ، وتخفف عليكم الحساب، وتثقل ميزان الحسنات.