وصل موسى بن نصير الى دمشق في موكب مهيب حاملا معه غنائم وأسرى وجواهر ثمينة ولؤلؤ وباقوت وزبرجد ويقال أن موسى دخل الى المسجد ساعة جلوس الوليد على المنبر وكان الوليد قد تحامل على نفسه من أجل إستقبال الموكب في المسجد. وألقى الوليد خطبة أشاد فيها بجهود موسى في تحقيق الفتح العظيم وهتف الناس بأسم موسى الذي كان محاطا بثلاثين رجلا من أصحاب التيجان وخلع الوليد على موسى ثلاث مرّات وأهداه خمسين ألف دينار كما منح مالا لأولاده ومواليه وقد كان إحتفاء الوليد بقائده موسى تكريما من الدولة لهذا القائد الذي دانت له أفريقية والأندلس. وتوفيّ الوليد في 25 فيفري 715 م الموافق ل15 جمادى الثانية من سنة 96 هجريا وخلفه بعده سليمان بن عبدالملك الذي كانت بينه وبين موسى خلافات قديمة وقد بدأ سليمان عهده بعزل موسى بن نصير ومساعديه كما عزل أبنه الأكبر عبداللّه من ولاية أفريقية أما أبنه عبدالعزيز الذي شارك في فتح الأندلس وكان أوّل ولاتها فقد مات مقتولا في المسجد. ورغم أن بعض الروايات التاريخية تشير الى أن سليمان واصل الإستفادة من خبرة موسى بن نصير العسكرية رغم عزله فإنّ الواضح أنّ سليمان لم يغفر لموسى رفضه التوقّف في فلسطين وتأجيل وصوله الى دمشق حتى لا يكتب النّصر لشقيقه الوليد وقد رفض موسى لطلب سليمان هو السبب الذي جعله موضوعا للإنتقام وللنهاية التراجيدية الشنيعة التي إنتهى إليها.