تأخّر موسى بن نصير في العودة إلى دمشق وإصراره على مواصلة الفتح رغم ما أرسله إليه الوليد الأوّل فتح الباب للشائعات حول موسى وولائه للبيت الأموي. ومن بين ما ير وى عن موسى في هذا الباب أنّ علي بن رباح أحد من أرسلهم الوليد إلى موسى لإقناعه بالإسراع في العودة والتوقّف عن مواصلة الفتح سمع قاضيا في المسجد يغتاب موسى ويشكّك في فتوحاته فصعد على المنبر وألقى خطبة في النّاس «أيّها النّاس اللّه اللّه في موسى، والدّعاء عليه، واللّه ما نزع يدا من طاعة، ولافارق جماعة، وأنّه لفي طاعة أمير المؤمنين، والذّب عن حرمات المسلمين، والجهاد للمشركين، وإنّي لأحدثكم به عهدا، وما قدّمت الأن إلاّ من عنده، وأن عندي خبره، وما أفاء اللّه على يده لأمير المؤمنين، وما أمدّ به المسلمين، وما تقرّ به أعينكم، ويسرّ به خليفتكم». وعندما علم الوليد الأوّل فيما يروى بما حدث في المسجد طلب من علي بن رباح أن يروي له بالتفصيل ما حدث مع موسى فقال «تركت موسى بن نصير في الأندلس، وقد أظهره اللّه ونصره، وفتح على يديه مالم يفتح على يد أحد، وقد أوفدني إلى أمير المؤمنين في نفر من وجوه من معه». ويروى أنّ الوليد سقط ساجدا للّه على نصره لموسى بعد أن قرأ الرسالة التي كتبها له. ورغم تأثّر الوليد لنجاح موسى وطارق في الفتح فإنّه ظلّ مشغولا على أرواح المسلمين فأعاد إرسال مغيث الرومي إلى موسى الذي وصله عندما كان يتهيأ لمغادرة مدينة سرقسطة وأعلمه بطلب الوليد الأوّل له ولطارق بالعودة سريعا إلى دمشق والتوقّف عن الفتح وقد كان هذا الطّلب في وقت غير مناسب لموسى الذي كان يريد القضاء نهائيا على أي مقاومة ممكنة للقوط ضدّ الحكم الإسلامي الجديد.